لقاءات عسكرية ونقابية وديبلوماسية في السرايا ميقاتي: الجيش ضامن أساس للأمن والدولة الأسمر: اتفقنا على دعوة لجنة المؤشر للانعقاد
حيّا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «الجيش على التضحيات التي يقدمها»، متمنياً له «قيادةً وضباطاً وعناصر، دوام الصحة والعافية في الدفاع عن لبنان وسيادته واستقلاله وحماية الوطن في هذه الأوقات العصيبة».
وقال خلال استقباله أمس، قائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس المجلس العسكري في السرايا «أثبتت مؤسسة الجيش أنها عصيّة على كل الخلافات والتداعيات السياسية، وتعبّر عن تطلعات اللبنانيين بوطن سيد، حرّ، مصانة حدوده وأمنه، موحدة إرادة أبنائه، ولو اختلفوا في ما بينهم يجمعهم تمسكهم بالمؤسسة العسكرية كضامن أساس، ليس للأمن فقط بل حتى للدولة بمفهومها الواسع».
وأكد «أن دعم المؤسسة العسكرية وسائر القوى الأمنية لمواجهة الأعباء المعيشية والاجتماعية الضاغطة، مسألة أساسية نعمل على إيجاد الحلول لها في الفترة القليلة المقبلة، بدعم من أصدقاء لبنان».
وختم «إن جيشنا الذي يحافظ على الدولة والكيان اللبناني والنظام الديمقراطي البرلماني ويدافع عن تراب الوطن ويصون حدوده، إلى جانب رعايته للسلم الأهلي وحماية الحريات العامّة والخاصة، يشكّل صمّام الأمان الكبير للبنانيين ولا سيما في الملمات الكبرى».
واستقبل ميقاتي وفداً من الاتحاد العمّالي العام برئاسة بشارة الأسمر الذي قال بعد اللقاء «أجرينا جولة من الحوار بشأن مختلف القضايا التي تهمّ الشعب اللبناني ولا سيما الواقع الاقتصادي الصعب، وتطرقنا إلى محاور عدّة منها المحور الاجتماعي وضرورة تأمين الحدّ الأدنى من الأمان الاجتماعي في هذه المرحلة للشعب اللبناني لكي يتمكن من الاستمرار بالعيش، وهذا الأمان قائم على مراقبة اقتصادية للسلع وغلائها وعلى تأمين الطبابة والاستشفاء ودعم الصناديق الضامنة والبطاقة الاستشفائية، كذلك البطاقة التمويلية وبطاقة المحروقات في ظل هذا الغلاء الفاحش الذي نعيشه».
أضاف «لذلك فإن الأمان الاجتماعي ضروري، وانطلاقاً من مبدأ هذا الأمان، اتفقنا مع الرئيس ميقاتي على دعوة لجنة المؤشر للانعقاد لإعادة دراسة الأجر وملحقاته وأصوله بصورة شاملة وكذلك الحدّ الأدنى للأجور، وتم اتصال مع وزير العمل واتفاق على أن يتم عقد لقاء ظهر غد (اليوم) في وزارة العمل لمباشرة الحوار في هذا الإطار، ومن الطبيعي أن يمتد الحوار بعد ذلك إلى الهيئات الاقتصادية».
وتابع «الوضع صعب، ولكن من المفترض أن نمنح الحكومة بعض الوقت لكي تباشر بإرساء حدّ أدنى من الاستقرار الاقتصادي، وهذا الأمر قائم على تثبيت سعر صرف الدولار الأميركي، لأنه خارج هذا الإطار نحن نبحث عن عبث. يجب أن يكون هناك استقرار مالي يمهّد لاستقرار اقتصادي لكي نستطيع أن نبدأ بالمعالجات، ونؤكد كاتحاد عمالي عام أن هناك ورشة كبيرة سنبدأ بها فوراً مع كل الوزارات، وفي الإطار ذاته نقول إن الاتحاد العمالي العام كونه الهيئة الأكثر تمثيلاً يجب أن يكون حاضراً بكل المحافل الرسمية والحكومية والمساعدات التي تأتي من الخارج وبالبطاقة التمويلية وغيرها من الأمور الاجتماعية لكي نستطيع مراقبة كل الأمور التي تحصل مع هذه الحكومة».
والتقى ميقاتي سفير الكويت عبد العال القناعي الذي قال بعد اللقاء «قدمت للرئيس ميقاتي تهنئة دولة الكويت بتأليف الحكومة الجديدة وحصولها على ثقة المجلس النيابي، وأعربت له عن أملنا أن تتكلل جهودها بالتوفيق والنجاح لما فيه مصلحة الشعب اللبناني الشقيق، كما سلمته رسالة تهنئة من رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وأعربت له أن الكويت ستبقى دائماً إلى جانب لبنان وهي حريصة على رفاه لبنان الشقيق وأمنه واستقراره».
ورداً على سؤال، أكد القناعي، أن «الكويت لم تدّخر وسعاً، لا في الماضي ولا في المستقبل، في تقديم ما هو ممكن للبنان الشقيق بهدف استقراره ورفاهية شعبه».
وعن إمكان زيارة ميقاتي الكويت قريبا، قال «أهلاً وسهلاً به إن شاء ذلك، وهو سيكون بين أهله وفي بلده».
بدوره نقل سفير الصين تشيان مينجيان تهنئة من رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية لي كه تشيانغ، جاء فيها «تلقينا بسرور نبأ تأليف الحكومة الجديدة وتولّي دولتكم رئاسة مجلس الوزراء مجدداً. تولي الحكومة الصينية اهتماماً بالغاً بتطوير العلاقات مع لبنان وتحرص على مواصلة تقديم ما في وسعها من المساعدات للجانب اللبناني لمساعدته على مكافحة جائحة كورونا والتنمية الاقتصادية وتحسين معيشة شعبه، ونتمنى بصدق استعادة الاستقرار والازدهار للبنان في أقرب وقت ممكن. وإني مستعد للعمل معكم على انتهاز فرصة الاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان والصين، لتوطيد الصداقة التقليدية ودفع التطور المستمر لعلاقات التعاون والصداقة بين البلدين».
واستقبل سفير بريطانيا أيان كولارد وبحث معه في العلاقات الثنائية وتلقى ميقاتي اتصالاً من وزير خارجية مصر سامح شكري هنّأه خلاله بتأليف الحكومة الجديدة وتمنّى له التوفيق.