حديث الجمعة

مكتبة نوبل ومسيو إدمون

بهالثانية بس عرفت أنه المكتبة الوحيدة المتبقية بهاد الشارع الجميل أغلقت هي المكتبة كان على صفها في مكتبة ميسلون يمكن ما بيذكروها كتير ناس بس نصف حياتي قضيتها بين هالمكتبتين واليوم عرفت انه مسيو ادمون ما بقى حيكون موجود والمكتبة يلي كانت ملجأ إلي ولكتار حتسكر.. بدون ما أعرف الأسباب توجعت لأن هلق تأكدت أنه آخر مكان وركن ثقافي غني بشامنا ما بقى حيكون موجود.. مسيو أدمون اللطيف القادم من زمان جميل مليء بالرقي والهدوء بصوته الخافت وترتيبه وأناقة المكان المحيط فيه كان دافع يومي إلي على مدار سنين كتيرة أنه أمرق الصبح سلم عليه قبل ما أدخل من باب النقابة المجاور تماماً اله ويقلي قعدي أستاذة نشرب شاي ودايماً الشاي عنده حاضر مرتبط بمشهد المكتبة.. وأول كلمتين دايماً هنن نفسهن شلتلك موسوعة الفلانية أو اليوم لقيت كتاب هاد أكيد بيخصك.. مسيو إدمون يلي وقت امشي بسرعة قدام المكتبة وما لحق فوت لعنده يطلع لبرة يقلي الشاي جاهز… أستاذة… مسيو ادمون بدي خبرك أنه بتتذكر موسوعة سورية الكبرى يلي اشتريتها من عندك بأول أتعاب قبضتها كانوا 25 الف بتتذكر أنه هديتها لـ والدي الله يرحمه.. بتتذكر وقت اجيت لعندك شتا بتشرين ومطر كتير وقلتلك عمو في حدا مهم بحياتي بده كتب ممدوح حمادة الثلاثة وقلتلي عندي عمي منهن استني واخدتهن متل الولد الصغير فرحان بهدية العيد.. ويلي وصلوه فرح فيهن متلي مسيو ادمون بس نسيت خبرك.. بتتذكر وقت كل شي لـ عبد الرحمن منيف اشتريته منك بالتقسيط لان موسوعة مدن الملح من عشر سنين كانت غالية ما بقدر ادفع حقها دغري.. عم خبرك لتعرف انه ولا مرة مكتبة نوبل وحضرتك كنتوا عاديين بحياتي ولا بحياة كتار.. هالركن البسيط بالخشب والكتب كان ملجأ ودفى للقلب من كل شي صعب برة.. يارب تضل بخير مسيو ادمون وهالمكان حيضل بقلوبنا محفور وحنحكي عنه لولادنا رح نذكرهن وقت بلدنا كانت مليانة بمكتبات وكتب وكانت زينة وفرجة

ليلى عمران الزعبي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى