رئيس الجمهورية تحدّث عبر الفيديو أمام الأمم المتحدة: لبنان متمسّك بثروته النفطية والترسيم وعلى المجتمع الدولي إعادة النازحين إلى ديارهم
أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «الحكومة اللبنانية تألفت وفق الآلية الدستورية بعد أزمة سياسية طالت، وقد التزمت تنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية الملحّة والمطلوبة ومكافحة الفساد. وكانت البداية مع دخول التدقيق المالي الجنائي الذي التزمت أمام الشعب اللبناني والمجتمع الدولي بتنفيذه عملاً بمبادىء الشفافية والمحاسبة، في حسابات مصرف لبنان حيّز التنفيذ، وسينسحب على كل الحسابات العامّة».
وقال عون خلال الكلمة التي ألقاها أمس باسم لبنان، في أعمال الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامّة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، عبر تقنية الفيديو، «نحن، وإذ نعوّل على المجتمع الدولي لتمويل مشاريع حيوية في القطاعين العام والخاص من أجل إعادة إنعاش الدورة الاقتصادية وخلق فرص عمل، فإننا نعوّل عليه أيضاً في مساعدتنا على استعادة الأموال المهرّبة والمتأتية من جرائم فساد».
وتطرّق إلى موضوع النازحين السوريين والأعباء التي يلقيها على لبنان، مكرّراً النداء للمجتمع الدولي للمساعدة “ولكن عليه بالدرجة الأولى أن يعمل لعودة النازحين الآمنة إلى ديارهم. ولبنان، يؤكد موقفه الرافض لأي شكل من أشكال إدماج النازحين، كما يجدّد موقفه الرافض لأي شكل من أشكال التوطين للاجئين الفلسطينيين”.
ودان “أي محاولة للاعتداء على حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان والتمسّك بحقه في الثروة النفطية والغازية في جوفها”، وقال “يطالب لبنان باستئناف المفاوضات غير المباشرة من أجل ترسيم الحدود المائية الجنوبية وفقاً للقوانين الدولية ويؤكد أنه لن يتراجع عنها ولن يقبل أي مساومة ودور المجتمع الدولي أن يقف إلى جانبه”.
وعرض عون للمشاكل التي واجهت لبنان على الصعد الصحية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية، إضافةً إلى مأساة انفجار مرفأ بيروت، شاكراً “كل المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى أهلنا”، مرحباً “بأي جهد دولي لتأهيل وتطوير المرفأ”. وأكد أن “المساعدة التي تريدها بيروت أيضاً هي في ما قد يطلبه التحقيق لمعرفة الحقيقة إنفاذاً للعدالة”، وكرّر الطلب من الدول التي تملك معلومات وبيانات تساعد التحقيق أن تمدّ القضاء اللبناني بها عند الاقتضاء.
ولفت إلى أن “أزمات العامين المنصرمين في لبنان والعالم أدّت إلى تأخير استكمال الإجراءات المتعلقة بإنشاء “أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار”، غير أن سير الأحداث واحتدام الصراعات في المحيط يعيدان تأكيد أهمية هذه المبادرة”، داعياً “الدول الصديقة والشقيقة كافة للانضمام إلى تلك التي أعربت عن رغبتها بتوقيع اتفاقية إنشاء الأكاديمية”.
واعتبر أن “ما تعرضت له نيويورك منذ 20 عاماً من أكبر عملية إرهابية، كان له أيضاً تداعيات ضخمة على مستوى العالم، وحرب على الإرهاب أصابت أحياناً وخابت أخرى، ودفعت شعوب عدّة وخصوصاً في منطقتنا أثماناً غالية لتلك الحرب، موتاً ودماراً وتهجيراً، وهي اليوم تُلملم الجراح وتحاول النهوض كما سبق أن نهضت نيويورك، لأن إرادة الحياة تبقى أقوى من أي إرهاب”.
وكان عون استقبل أمس في قصر بعبدا، وزير الطاقة والمياه المهندس وليد فياض وعرض معه أوضاع مؤسسة كهرباء لبنان والعقبات التي تواجه استمرارها في إنتاج الطاقة الكهربائية والإجراءات الواجب اعتمادها لحلّ هذه الأزمة. كما تناول البحث وضع المحروقات في البلاد عموماً ولا سيما المازوت والبنزين.
كما التقى عون البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي أكد بعد اللقاء “أن لدينا أملاً كبيراً طالما لدينا حكومة وأشخاص فيها ملتزمون ومعروفون، فلا خوف على لبنان بأن ينطلق إلى الأمام”، معتبراً أن “البيان الوزاري حمل عناوين خطة عمله ونحن نعطي الثقة الكاملة للسلطة المسؤولة وما يعنينا هو أن نعمل لخدمة الوطن وجميع اللبنانيين.
وتمنّى الراعي على السياسيين “عدم التدخل في شؤون الحكومة وفصل السلطات أساسي، كما أن فصل الدين عن الدولة أمر هام”، مشدّداً على أن “يبقى للمجلس النيابي النظر في كيفية ممارسة الشعب اللبناني المنتشر حقه في الاقتراع”.