أحزاب طرابلس وتحالف فصائل الشمال زاروا السفارة الإيرانية وحزب الله خليلي: حريصون على تقديم كلّ دعم للبنان ولن نتردّد في الاستجابة لوقف معاناة شعبه
زار وفد من لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس وتحالف الفصائل الفلسطينية في الشمال، سفارة الجمهورية الإسلامية في إيران لتقديم التهنئة بفوز الرئيس إبراهيم رئيسي بمنصب رئاسة الجمهورية «في تعبير عن عمق العلاقة التي تشد القوى الوطنية والمقاومة الفلسطينية من روابط وثيقة وأهداف مشتركة ونضال واحد يتجسد بمواجهة العدو الصهيوني الذي اغتصب فلسطين وشرّد أهلها بمساعدة أوروبا والولايات المتحدة الراغبة في تثبيت الكيان الصهيوني كقاعدة متقدمة لحماية مصالحهما وتكريس هيمنتهما على ثروات المنطقة»، بحسب بيان للوفد.
وكان في استقباله الوفد القائم بالأعمال سيد حسن خليلي لوجود السفير في طهران بحضور عضو المكتب السياسي في حزب الله محمد صالح.
وأشار الوفد إلى «أن اللقاء كان مناسبةً لحوار بنّاء شارك فيه كل أعضاء الوفد الذين أكدوا عمق الروابط التي تشدّ القوى الوطنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان، معربين عن شكرهم للقيادة الإيرانية والشعب الإيراني اللذين وقفا دائماً إلى جانب القضايا العربية ودعما مطالبه المحقّة والمشروعة وتبنيا قضية فلسطين ودعما حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه واستعادة حقوقه المغتصبة وفي مقدمها حق العودة إلى دياره وساندا كل الفصائل الفلسطينية ودعماها بكل ما تحتاج إليه لضمان استمرار نضالها وصولاً إلى تحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر».
واستذكروا «أن أول عمل قامت به الثورة الإيرانية بعد نجاحها هو طرد الصهاينة وتحويل سفارتهم في طهران إلى سفارة لفلسطين». وأشادوا «بإعلان الحكومة الإيرانية أكثر من مرة استعدادها لتقديم كل مساعدة ممكنة للبنان في المجالات العسكرية والاقتصادية كافة وإقامة المشاريع المنتجة في كل المجالات، والتي كانت تقابل بالتجاهل حرصاً على عدم إغضاب الإدارة الأميركية التي تمنع التعامل مع إيران والتوجه نحو الشرق». وثمنوا «الاستجابة الإيرانية لمطالبة سيد المقاومة، إيران بتقديم الدعم بعد تزايد طوابير الذلّ على أبواب محطات المحروقات والصيدليات والأفران وغيرها من المؤسسات».
وتحدث خليلي شاكراً أعضاء الوفد على حضورهم وأعرب عن تقديره لأحزاب طرابلس والفصائل «الذين تحدثوا بصدق وصراحة عن مشاعرهم تجاه إيران قيادةً وشعباً». وقدم عرضاً موجزا للثوابت الإيرانية على الأصعدة الداخلية والخارجية «التي حقّقت نقلة نوعية رغم الحصار الأميركي الذي حولته القيادة الإيرانية إلى فرصة للاعتماد على الذات وتوفير كل مقومات الصمود وتحقيق الاكتفاء الذاتي على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والتربوية والعلمية كافة، الذي جعلها قوة يخشاها الأعداء ويحترمها الأصدقاء خصوصاً بعد أن عاملت مواطنيها من دون تمييز وفي إطار المساواة في الحقوق والواجبات، رغم كل محاولات التجنّي التي حاولت طمس معالم نهضتها والسعي لإحداث التفرقة بين مكوناتها. وبذلك أصبحت إيران دولة مركزية في المنطقة والعالم».
وأكد أن «القيادة الإيرانية تدعم القضايا العربية وفي مقدمها قضية فلسطين التي تعتبرها قضيتها ومن هذا المنطلق قدمت لكل الفصائل الفلسطينية كل مساعدة وأمدّتها بكل ما يضمن استمرار نضالها وصولاً إلى تحرير كامل ترابها الوطني وطرد الغاصب الصهيوني وحماته مهما كلف ذلك من تضحيات».
وختم بالقول «إن إيران كانت وما زالت وستبقى حريصة على تقديم كل دعم ممكن للبنان ولن تتردد في الاستجابة لوقف معاناة اللبنانيين».
وفي نهاية اللقاء تم التوافق على أهمية وضرورة استمرار التواصل نظراً للقواسم المشتركة التي تجمعهم خصوصاً وأنهم يواجهون الأعداء أنفسهم.
زيارة حزب الله
كما زار وفد لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس، مقرّ المكتب السياسي لحزب الله حيث التقى نائب رئيس المكتب السياسي الوزير السابق محمود قماطي بحضور عضوي المكتب السياسي محمد صالح والدكتور علي ضاهر.
وقدّم أعضاء الوفد، بحسب بيان، التعازي لقماطي بوفاة والدته وجرى استعراض «للوضع في لبنان والمنطقة في ضوء المستجدات وتشكيل الحكومة بعد فكّ الحصار الأميركي لتطويق خطوة سيد المقاومة باستقدام المحروقات من إيران، بعد تزايد طوابير الذلّ التي عمّت المناطق اللبنانية والتي فرض مجرد الإعلان عن إمكان بدء وصول البواخر الإيرانية تغييرات جذرية تجسّدت بسقوط قانون قيصر الذي استهدف حصار لبنان وسورية معاً وأفسح في المجال لوصول الفيول العراقي وبدء الإعداد لوصول الكهرباء الأردنية والغاز المصري عبر سورية وحصول أول زيارة رسمية لبنانية إلى سورية وعقد لقاء رباعي سوري لبناني مصري أردني في عمان وعودة العلاقات السورية – الأردنية إلى سابق عهدها وفتح الحدود البرية واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين وتزايد الرغبة باستعادة العلاقات العربية والدولية مع سورية وهذا ما تجلى بوضوح في زحمة التواصل مع وزير خارجية سورية الدكتور فيصل المقداد، خلال وجوده في نيويورك لحضور جلسات الأمم المتحدة».
وأكدوا «أن كل هذه المستجدات تفرض التمسك بالتشديد على زيادة عدد البواخر واستمرار إيصالها إلى المستشفيات ومصافي الكهرباء والمؤسسات الحيوية وتشريع وجودها لتكريس إمكان كسر احتكار مافيات الاستيراد للمواد الأساسية التي ينعكس غيابها سلبا على حياة المواطن اللبناني
وأخذ الحديث عن الأوضاع السياسية حيزاً كبيراً من الحوار «وتم تأكيد أهمية وحدة القوى الوطنية وارتفاعها إلى مستوى يمكّنها من التخلص من الحساسيات الذاتية التي تخدم الأطراف المعادية خصوصا أن الإنتخابات النيابية ستجري في أواخر شهر آذار، في وقت تستعد فيه القوى المعادية في الداخل والخارج لتكوين أغلبية جديدة في البرلمان تسمح بتنفيذ المخطط الهادف إلى تطويق المقاومة وتنفيذ المخطط الذي رسمه المشروع الأميركي – الصهيوني – الرجعي، لترسيم الحدود وإطفاء شعلة المقاومة وتصفية قضية فلسطين، التي شهدت أخيراً، مزيداً من الدعم الخارجي بعد كشف عنصرية وهمجية الكيان الصهيوني وسعيه لتطويق انتصارات ملحمة سيف القدس وأسطورة نفق الحرية وتصاعد عمليات المقاومة في الأراضي المحتلة».
وجرى التشديد «على أهمية وضرورة الاهتمام ببقية المناطق وفي مقدمها طرابلس والشمال ودراسة ما جرى في انتخابات 2018 لتطويق الثغرات التي حصلت فيها. وتم الاتفاق على استمرار التواصل وتكثيف اللقاءات التي تكرّس وحدة المواقف على الأصعدة كافة».