في بلاد الصمت…
لا صوت يعلو، يُعاملُ الكائنُ معاملة ال.ك.لا.ب…
كي لا نَظلُمهم…
يفقدُ الكائنُ إنسانيتَه.
يأتي الموتُ مفجعاً، صامتاً، ثقيلاً، أشد إيلاماً…
كلبٌ يلتقطُ نبّاح رفيقَه، يهّزُ ذنبَه، لا يبارح المكان.
يعّلو النباحُ، تشدُ اليدُ حبلَ الطوق.
يمضي النباحُ إلى الأعلى، يترددُ صدّاهُ من الجهة الأخرى…
كلبان كلٌ في طريق.
ينعمان بالأمان.
تَخّطُ الطريقُ خطاً للكلاب والمارة،
واحداً للمارة، وآخرَ مفّصُولاً للعجلات…
عصافير تغرد من علو، رف عصافير يتجمعُ فوق أشجاره… الكستناء حباتُها كبيرة، أشواكُها خضراء متدلية.
تحت الشجرة
أزهار خريف…
ورود…
فَرحُ الألوان.
عصفورٌ يتخفى… يحتمي بأرجوان الوردةِ، يستَظلُها، يُصدرُ زقزقةً،
تَستلحقُ العصافيرُ مخبأه…
تحت الشجرة يُنشدون.
يمرُ العابرُ كلَ صباح…
ينّدهُ للكلب،ي ُنشّدُ للعصفور،
يبصقُ قهوتَه قرب البار… “المقهى»
ينزوي لوحدتِه تحت قبّة السماء
ينتظر نديماً لا يأتي…
تَخرجُ كلماتِه للعابرين.
يروي حكاياتِه،
يَسمعُ البعضُ… يمضي آخرون…
عيناه تغُوران في الفراغ…
تلتقطان إشاراتِ الحياة…
يدنو من الموت قبل أن يوافيه.