تحيز الاعلام الغربي ضدّ الصين مؤسف وخطير
لسنوات، كانت الحقيقة غير المعلنة بشأن وسائل الإعلام الغربية هي أن مظهرها الخارجي من الموضوعية قد تلاشى منذ فترة طويلة. بينما يروجون لأنفسهم على أنهم مثال الجدارة بالثقة والصدق، فإن بعض العاملين في مجال الإعلام في الغرب لا يتورعون عن نشر الأكاذيب ضد الصين.
مع اكتساب حملة التشهير المنسقة المناهضة للصين، زخماً، فإنها تلقى مواجهة من جانب مزيد من الصحافيين الجريئين ذوي الضمير على الرغم من الضغط الهائل لإسكاتهم.
وفي واحدة من أكثر الانتقادات اللاذعة ضد تلاعب وسائل الإعلام الغربية بالرأي العام ضد الصين، أعلن خافيير جارسيا، مدير مكتب وكالة الأنباء الإسبانية “إفي” في بكين، في وقت سابق من الأسبوع الحالي، أنه “سيترك الصحافة قريباً لأن التلاعب الصارخ بالمعلومات من جانب وسائل الإعلام الغربية أخذ جرعة جيدة من حماستي لهذه المهنة”.
وإن رحيل صحافيين مثل جارسيا خسارة فادحة للصناعة التي هي في أمس الحاجة إلى التأمل. وبالنسبة لأولئك الذين يختارون البقاء والاختلاف مع التقارير المنحازة والمشوهة للغاية عن الصين، فإنهم عادة ما يواجهون منظومة دعائية موحدة في الغرب لتجاهلهم وإسكاتهم وتشويه سمعتهم.
ولقد شهدت السنوات القليلة الماضية الكثير من القضايا المؤسفة حيث اتُهم أي شخص تجرأ على الحفاظ على مواقف موضوعية ومحايدة بشأن الصين بأنه على جدول رواتب الحكومة الصينية أو حتى أسوأ من ذلك.
وبينما تعمل بجد لقمع المعلومات المحايدة وتأمل في أن تؤتي ثمارها، فإن بعض وسائل الإعلام في الغرب، وبخاصة في الولايات المتحدة، ينبغي عليها توقع مواجهة عواقب وخيمة نتيجة لأفعالها، حيث أن نظامها السياسي سيكون مهدداً.
وحتى جيمس مردوخ، نجل قطب الإعلام اليميني روبرت مردوخ الذي يملك قناة “فوكس نيوز”، انتقد وسائل الإعلام الأميركية لتضخيمها معلومات مضللة نجحت في زرع الأكاذيب.
وقال لصحيفة “فاينانشيال تايمز” بعد فترة وجيزة من أعمال الشغب في الكونغرس الأميركي في أوائل كانون الثاني: “تلك المنافذ الإعلامية التي تنشر الأكاذيب لجمهورها أطلقت العنان لقوى خبيثة لا يمكن السيطرة عليها ستظل معنا لسنوات”.
وبالنسبة لوسائل الإعلام الغربية التي ما زالت تشوه التنمية السلمية للصين، فقد حان الوقت لكي تفكر مليّاً.