أذربيجان تنفي أي وجود «إسرائيلي» قرب حدودها مع إيران والخارجية الإيرانية توضّح موقفها بخصوص توتر الأوضاع معها
نفت وزارة الخارجية في أذربيجان، أمس الاثنين، «أي وجود إسرائيلي قرب حدود البلاد مع إيران».
جاء ذلك في بيان، رداً على مناورات عسكرية تقوم بها طهران شمال غربي البلاد قرب الحدود مع أذربيجان، وسط اتهامات لباكو بـ»الاستعانة بعناصر أمنية إسرائيلية».
وقالت الخارجية الأذربيجانية: «نحن لا نقبل الادعاءات حول وجود أي قوات ثالثة بالقرب من الحدود الأذربيجانية- الإيرانية»، في إشارة إلى «إسرائيل» التي خلا البيان من ذكرها.
ووصف البيان الاتهامات الإيرانية بأن «لا أساس لها من الصحة»، مضيفاً: «بشكل عام، لا يمكن حتى مناقشة وجود أي قوات في أراضي أذربيجان، بما في ذلك العناصر الإرهابية، والتي يمكن أن تشكل تهديداً لدولتنا أو الدول المجاورة».
وأضاف البيان: «لسوء الحظ، خلال حرب 44 يوماً، قدمت بعض الأطراف مثل هذه المزاعم التي لا أساس لها من الصحة. لقد قلنا آنذاك، ونكرر الآن، أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة ولم يتم تقديم أي دليل إلى الجانب الأذربيجاني حتى الآن»، حول الوجود «الإسرائيلي».
وتابع: «في ما يتعلق بفكرة التدخل الأجنبي في أذربيجان، نود أن نؤكد أن جمهورية أذربيجان اتبعت دائماً سياسة خارجية مستقلة قائمة على المصالح الوطنية وقد أثبتت ذلك مراراً وتكراراً بخطوات ملموسة على مدار الثلاثين عاماً الماضية».
وأكدت الخارجية في باكو أن «تنمية علاقات الصداقة وحسن الجوار مع دول الجوار هي إحدى الأولويات الرئيسية لسياستنا الخارجية، ونحن نتخذ خطوات مستمرة في هذا الاتجاه».
وقالت: «نعتقد أن إنهاء احتلال الأراضي الأذربيجانية، ووقف الأعمال غير القانونية لأرمينيا في المنطقة، بما في ذلك تكديس الأسلحة على نطاق واسع… وضمان الاستقرار والأمن في المنطقة يجب أن يكون في مصلحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن «طهران أعربت لباكو عن قلقها من التصريحات والتحركات الإسرائيلية التي تنطلق من أذربيجان وطلبنا منها العمل بالتزاماتها بهذا الشأن».
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أمس الاثنين في مؤتمر صحافي، «أبلغنا باكو قلقنا من التحركات والتصريحات الإسرائيلية التي تنطلق من أذربيجان ونحن باستطاعتنا الدفاع عن أمننا بصورة مناسبة، لكن نطلب من باكو العمل بالتزاماتها بهذا الشأن».
وتابع قائلاً: «منذ بداية حرب قره باغ أطلعنا على تقارير حول تواجد عناصر إرهابية في أذربيجان وأبلغنا باكو قلقنا ونحن نتابع الأمر عبر القنوات الدبلوماسية».
وأكد زادة «لا نحتاج إلى التصريحات الإعلامية المؤسفة في ما يتعلق بالخلاف مع أذربيجان وأبلغنا باكو أننا نحترم وحدة الأراضي الأذربيجانية وأبلغناهم احتجاجنا حول احتجاز سائقي شاحنات إيرانية ونتابع الأمر عبر الطرق الدبلوماسية».
وأضف المتحث باسم وزارة الخارجية: «الواضح أن أذربيجان يجب ألا تسمح لحدودها بأن يسيء استعمالها من قبل طرف ثالث ضد إيران».
وأشار زادة إلى «زيارة وزير الخارجية الأرميني لطهران»، قائلاً: «سيناقش الجانبان خلال الزيارة القضايا الثنائية وتطوير العلاقات في مختلف المجالات».
ورداً على سؤال إذا ما كانت هذه الزيارة تتعلق بالتطورات بين إيران وأذربيجان، صرح المتحدث الرسمي باسم الخارجية، بأن «الزيارة كانت مخططة مسبقاً».
ونوه خطيب زادة، إلى أن لـ»طهران علاقات جيدة جداً مع كل من باكو ويريفان»، متابعاً: «علاقاتنا مع أي دولة لا تتعارض مع علاقاتنا بدولة ثانية».
وتشهد العلاقات بين إيران وأذربيجان توتراً في الأيام الأخيرة، بعد فرض حكومة باكو تعريفات مشددة على الشاحنات التي تنقل الوقود الإيراني إلى مدينة ستيبانكيرت عاصمة جمهورية قره باغ المعلنة من جانب واحد والمدعومة من أرمينيا.
كما أعلنت إيران في وقت سابق عن إجراء مناورات برية في شمال غربي البلاد، على الحدود مع أذربيجان، وقالت إنها تهدف إلى تعزيز قوة الردع في مواجهة أية مخاطر احتمالية، الأمر الذي أثار انتقاد الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، مندداً بخطط إيران لإجراء هذه المناورات، بينما أعربت طهران عن «استغرابها» لهذه التصريحات، وحملت باكو المسؤولية عن التعاون مع إسرائيل على مقربة من الحدود الإيرانية.
ويوم السبت، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن بلاده «لن تقبل بأي وجود إسرائيلي بالقرب من حدودها»، مشيراً إلى أنه «أبلغ أذربيجان بهذا الأمر».
وقال عبد اللهيان في لقاء مع التلفزيون الرسمي الإيراني: «لا نريد أن تتحول أراضي أذربيجان إلى ساحة يسرح ويمرح فيها الإسرائيليون».
وأكد أن طهران «لن تتحمل أبداً تواجد الكيان الصهيوني المزيف وممارساته الاستفزازية بالقرب من حدود البلاد والتغيير الجيوسياسي في المنطقة والحدود».