لا تيأسنَّ
} يوسف المسمار
لا تـيـأسنَّ إذا الأمـورُ تـأزمـتْ
شـرُّ التـأزم أن نَـمَـلَّ ونيـأسا
إنَّ الحـيـاةَ يـسـارُهـا في بسـمـةٍ
فاحـذرْ إذا اشتـدَّ البلا أن تَـعْـبسا
لا حَـظَّ في دنيا الحـيـاةِ لعابسٍ
فَهُوَ التعيسُ وسوفَ يبقى الأتعسا
فالله حُـبٌّ والمـحـبـةُ رحـمـة ٌ
وعليهمـا صرحُ النجاح تأسّــسا
من لا يُحبُّ وبالتراحمِ يـرتضي
أبداً يَـظـلُّ ويســتمـرُ الأنْحَـسا
هيَ سنةُ الأحـيـاءِ كان شعـارهـا:
بَثُّ التباغضِ لا يـزيدُ سوى الأسى
فسـعـادةُ الإنسانِ فـعـلُ تـراحـمٍ
إن جارَ أوغَـلَ في الشقاء وعَسّعَسا
والمرءُ يـَهنـأُ ما استمرَ جماعةً
وكـذا الجماعةُ بالتَوَحُّدِ تُرتَسى
بين التـفـردنِ والتجمعـنِ نقطـةٌ
فـيهـا التأنسنُ قـدْ بـدا وتأسـَّسا
إنَّ السعـادة في التأنسنِ نهجُـهـا
ما ضَـلَّ من نَهْـجَ التأنسنِ كَـرَّسا
فاليأسُ يعـني في الحقيقة أنـنـا
لا نسـتحـقُ عُـقـولنا والأنـفُســا
معـناهُ أنـَّـا في افـتـقادِ عـقـولـنا
لا نستحــقُ من الحياةِ تَـنَـفُّـسا
مـعـناهُ أنـَّـا في افـتـقادِ نفوسنا
لا نستحقُ إلى التـنفس مَنْـفَـسا
معناهُ أنـَّـا في خسارة وعـينا
لا نستطيعُ تراثَـنا أن نَحْـرسـا
معـناهُ أن وجـودنا بخـمولـنـا
بَلَغَ الحضيضَ وقد غدا مُتسوِّسا
لا نستعيدُ حقوقنا من غـاصبٍ
إن زادنا اليأسُ الكريهُ تَـهَـلوسا
بل نستعيدُ حـقـوقـنا بصـراعـنا
وبكلِّ ما يقضي الإبـاءُ تَـحَـمُّـسا
حـقُّ السيادةِ في الحيـاةِ مُـؤكَّــدٌ
للصاعـدينَ إلى الـعـلاءِ تـنافُـسا
هِــبـةُ الإلــهِ عـقـولُـنا ونفـوسُنا
وبها التألُّقُ في السُموّ تَـكَـرُّسـا
وتظـلُّ أطـوارُ الصعـودِ تسامياً
ما دامَ عـقـلٌ بالصـفـاء تَـمَتْرَسـا
يا أيـها الواعون أنـتُـمْ وحـدكـمْ
بعـقـولكم ْ تنهـونَ عهداً بائـسا
لا تَجحدوا هِـبةَ الإلـهِ بيـأسكمْ
حَـمـدُ الإلـه على الرُقيِّ تأسـسا
فإذا ارتـقـيتمْ نِـلْـتُـمُ الأملَ الذي
بنضارهِ اليأسُ اللعينُ تَـيَـبَّـسـا
صـاروخُ فكـرِ المبدعينَ محلّقَ
غيـرَ التسامي لا يَـرومُ إذا رَسـا
شاعر قومي مقيم في البرازيل