تايوان تؤكد أنها ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن نفسها وبكين تحث واشنطن على وقف دعم القوى الانفصالية
أكدت رئيسة تايوان تساي إنغ ون أن «تايوان ملتزمة بالدفاع عن ديمقراطيتها ضد عدوانية الصين المتزايدة»، محذرة من «عواقب كارثية على المنطقة في حال سقوط تايوان في يد الصين»، بحسب قولها.
وشددت تساي، على «رغبة تايوان في السلام»، مشيرة إلى أنه «إذا تعرضت ديمقراطيتنا وأسلوب حياتنا للتهديد، فإن تايوان ستفعل كل ما يلزم للدفاع عن نفسها»، بحسب ما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية.
لكنها حثت أيضاً الدول الأخرى على «فهم قيمة العمل مع تايوان، في مواجهة التهديد الأوسع الذي تشكله بكين»، مؤكدة أنه «إذا سقطت تايوان، فإن العواقب ستكون كارثية على السلام الإقليمي ونظام التحالف الديمقراطي.»
وأضافت: «وسط تدخلات الجيش الصيني بشكل شبه يومي، يظل موقفنا من العلاقات ثابتاً، لن تنحني تايوان للضغوط، لكنها لن تخوض مغامرة، حتى عندما يتراكم الدعم من المجتمع الدولي».
وتابعت: «إذا تم كسر هذا الخط بالقوة، فإن العواقب ستعطل التجارة الدولية وتزعزع استقرار غرب المحيط الهادئ بأكمله، وبعبارة أخرى، فإن الفشل في الدفاع عن تايوان لن يكون كارثيًا على التايوانيين فقط، بل من شأنه أن يقلب الهيكل الأمني الذي سمح بالسلام والتنمية الاقتصادية في المنطقة لمدة سبعة عقود».
وتأمل تايوان في توفير قوة ردع للصين من خلال العلاقات الدولية القوية والاستثمار في قدراتها الدفاعية، بما في ذلك شراء الأسلحة عبر الولايات المتحدة.
وسجلت الطائرات المقاتلة للجيش الصيني رقماً قياسياً في طلعاتها فوق مضيق تايوان في الأيام الثلاثة الماضية، وذكرت وسائل الإعلام التايوانية أول من أمس الاثنين، بأن «عدد طلعات طائرات الجيش الصيني بلغ 18 طلعة يوم الاثنين فقط».
وأكدت صحيفة «غلوبال تايم» الصينية، أن «الإجراءات المكثفة لسلاح الجو الصيني ليست فقط تحذيراً شديداً لسلطات الحزب الديمقراطي الانفصالي في الجزيرة، ولكنها أيضاً تصوّر وضوح خطورة الوضع عبر مضيق تايوان»، وفي الوقت نفسه أعطت تحذيراً واضحاً لمؤيدي «السلطات الانفصالية».
وأكدت الصحيفة أن «التواطؤ الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واليابان وسلطات الحزب الديمقراطي الانفصالي أصبحت أكثر جرأة، والوضع عبر مضيق تايوان فقد أي مجال للمناورة، مما خلق إحساساً باقتراب الموعد الذي تندلع فيه الحرب».
وكانت الصين حثت أول من أمس الاثنين الولايات المتحدة على «التوقف عن دعم القوى الانفصالية»، الساعية لما يسمى «استقلال تايوان» واتخاذ إجراءات ملموسة للحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
وأدلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ، بهذه التصريحات رداً على سؤال حول بيان ذي صلة صدر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس.
وقالت يينغ إن «تايوان تنتمي للصين، والولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بالإدلاء بتصريحات غير مسؤولة»، لافتة إلى أن «التصريحات الأميركية ذات الصلة تنتهك بشكل خطير مبدأ صين واحدة وبنود البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، ما يرسل إشارات خاطئة وغير مسؤولة للغاية».
وأضافت أن «الولايات المتحدة تتخذ منذ وقت بعيد خطوات سلبية من خلال بيع أسلحة لتايوان وتعزيز العلاقات الرسمية والعسكرية معها، ما يشمل إطلاق خطة بيع أسلحة بقيمة 750 مليون دولار لتايوان، وهبوط طائرات عسكرية أميركية في تايوان، وإبحار السفن الحربية الأميركية المتكرر عبر مضيق تايوان».
وأكدت أن «هذه التحركات الاستفزازية تقوض العلاقات الصينية- الأميركية والسلام والاستقرار الإقليميين، وأن الصين تعارض بشدة تلك التحركات واتخذت بالفعل الإجراءات المضادة اللازمة».
وأشارت إلى أن «مبدأ صين واحدة هو الأساس السياسي للعلاقات الصينية- الأميركية، وفي ما يتعلق بقضية تايوان، يتعين على الولايات المتحدة الالتزام بمبدأ صين واحدة وبنود البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، بدلاً من تدبير شيء على نحو أحادي».
وقالت إن «ما يسمى استقلال تايوان لا يؤدي إلى أي شيء، مؤكدة أن «الصين ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لسحق جميع المحاولات الساعية إلى ما يسمى استقلال تايوان بحزم ، وأن الصين لديها عزم قوي وإرادة صلبة إزاء حماية سيادتها الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها».
وأوضحت أنه «يتعين على الولايات المتحدة أن تصحح أخطاءها، وتلتزم بجدية بمبدأ صين واحدة وبنود البيانات المشتركة الثلاثة، وتتعامل بصواب وحكمة مع القضايا المتعلقة بتايوان، وتتوقف عن دعم وتشجيع القوى الانفصالية الساعية لما يسمى استقلال تايوان، وتتخذ إجراءات ملموسة لحماية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان بدلاً من تقويضهما».