الانتخابات العراقية أول الاختبارات
خلال أيام قليلة سيكون العراق على موعد مع استحقاق انتخابي يرسم توازنات جديدة للحياة السياسية العراقية، وتتجاوز الانتخابات في أهميتها الحياة السياسية الداخلية التي ستحضر في الخيارات الانتخابية للعراقيين، وهي قضايا كثيرة تتصل بمكافحة الفساد وغياب الخدمات الأساسية، لكن العالم ينظر لهذه الانتخابات بعين ترصد التوازنات التي ستعبّر عن الخيارات الرئيسية التي سيسلكها العراق بعد الانتخابات.
قضيتان رئيسيتان سيكون على المجلس النيابي الجديد تحديد هوية العراق تجاههما، الأولى هي قضية الإحتلال الأميركي التي تحوّلت توصية المجلس النيابي الحالي بإنهائه إلى عقدة سياسية تنتظر نتائج الانتخابات لحسم وجهتها، والثانية هي قضية شرعية الحشد الشعبي الذي تستهدفه الجماعات السياسية التي تتوزع بين العباءات الأميركية والخليجية.
أهمية الانتخابات العراقية أنها أول استحقاق مماثل في المنطقة يتمّ من خلاله ترصيد توازنات المواجهات التي دارت خلال السنوات الماضية، ويضع كلّ الأفرقاء ثقلهم لجعلها مناسبة لتكريس حضور خط سياسي يجعل من العراق عنصر الترجيح المطلوب بين المحور الذي تقوده واشنطن ومحور المقاومة.
فرضية التوازن تبقى قائمة في إنتاج مجلس نيابي بلا أغلبية حاسمة لصالح أحد المحورين، خصوصا ان الكتلة الكردية ستشكل بيضة القبان في التوازن الذي ينتج تسمية رئيس الحكومة المقبل ضمن تفاهم على توزيع الرئاسات الثلاثة، ويبقى المؤشر الأهم على وجهة العراق الجديدة في شخص رئيس الحكومة المقبل.
الأنظار تتجه نحو العراق لأنه نقطة الوصل والفصل في الجغرافيا بين سورية وإيران، كما هو نقطة الثقل في التوازن بين واشنطن وطهران.