النـطـقُ الحـكـيـم

} يوسف المسمار  

لا تَـنْطُقَنَّ  إذا  نطقتَ  بغير  مـا

يهدي وينفعُ كـلَّ من سَمِعَ الكلامْ

نُطْقُ الفَهيم ِ  فَصَاحَـةٌ  وبَلاغَةٌ

وهِـدايـة ٌ نحـو التَـقَـدُّمِ  والأمـامْ

أما الغَشـيـمُ  فليسَ في  مَقْـدورهِ

إن قالَ شيئاً غيرَ تَهييج ِالخِصامْ

فإذا  سمى الإنسانُ في  أقوالـهِ

عَـمَّ  الوِفاقُ وسـادَ ناموسُ الوئامْ

أما  إذا  سَــفَّ  الحديثُ  بأهـلـهِ

فمع السفاسفِ لا يكون سوى الصدامْ

كُـتُـبُ الهـدايةِ  نُطْـقُـها  أبـداً هُـدى

وشَخيـرُ أسفارِ الضلالِ  بها الظلامْ

فَمِنَ  التَـوحُّـشِ كُـلُّ  قَـوْلٍ  مُـفـسـِدٌ

ومِنَ الحَضَارةِ لا يكونُ سوى السلامْ

“فالنحـنُ” مشْعـالُ التَمَـدُّنِ والهُـدى

ومَـعَ  الأنانـيةِ  الـدَمـارُ  المستـدامْ

نُـطْـقُ  الكِـرام ِ هِــداية ٌ  ومنافـِعٌ

والشَـرُّ والإفْسادُ  إنْ  نَطَـقَ  اللئامْ

لا يَنْهضُ الشعبُ العـزيـزُ إذا  كبا

إلاَّ على  نَهْـجِ الأعِـزّاءِ  الكِـرامْ

تاريخُـنا  تاريخ ُ  حكـمـتـنا  التي

شَـعَّــتْ  فنَوَّرتِ الـمجاهـلَ للأنامْ

بالحِكْـمَةِ  الأسمى  نَـقـولُ  لشعبنـا:

الـنـورُ مـفْـتـاحُ التَسامي لا الظَلامْ

والعقـلُ  ناموسُ الشعوبِ  ونـورُها

لـولاهُ  ظَّـلّتْ  تَحْتَ  أطْباقِ الركامْ

فإذا النفـوسُ تَـشَوَّهَتْ وتَـعَـطّلتْ

فمصيرُها بينَ الخرائبِ والحطامْ

كُلُّ الهياكلِ والحصونِ  تَـهَـدَّمتْ

لخـلـوِّهـا  مما  يَصونُ الاحتـرامْ

إلاَّ  التي كانتْ  وظَـلَّــتْ  مَنْهَـلاً

للحَـقِّ في أرجائها  الإشــرقُ دامْ

نُطْـقُ الأعـزَّةِ  ، دائـماً ، مُـتَـألِّـقٌ

ونَهـيـقُ أبنـاءِ السُفولِ إلى انعدامْ

لا تَـنْطقـوا  إلاَّ  إذا النُـطْقُ احتوى

أهْـدى وأجْدى ما يكونُ منَ الكلامْ

نُـطْـقُ  الحيـاةِ  ثقافـةٌ من  حِكْمَـةِ

الأجـيالِ شَعـَّـتْ  بالرُقيّ  وبالوئامْ

ما مارسَ النُـطْقَ الحكيمَ سوى الأُلى

ارتفعـوا إلى ما لا يـُطالُ منَ المرامْ

* شاعر قومي مقيم في البرازيل