الجلسة النيابية: آمال وخيبات
بشارة مرهج*
بعكس المسرحية المعبّرة التي عرضها شباب متنوّر على خشبة مسرح المدينة، شهد مجلس النواب بالأمس مسرحية مخجلة، إذ فشل هذا المجلس في التجاوب مع مطالب المرأة اللبنانية بإقرار كوتا نسائية (مرحلياً) لتخوّف أعضائه من أنّ أصوات المرأة بعد انتفاضة تشرين لن تكون في صالح المنظومة الحاكمة التي تتوغل في نهب اللبنانيين من دون وازع أو ضمير.
كما رفض المجلس تعديل قانون الانتخاب باتجاه ديمقراطي وتمسك بالصوت التفضيلي الواحد بعدما اختبر أهمية هذا (الصوت) في إثارة العصبيات وتغذية المذهبيات التي تزعزع المجتمع وتضعف الجمهورية.
كذلك حرم المجلس المغتربين من انتخاب ستة ممثلين لهم بحجة محدودية الوقت المتبقي للانتخاب. إنه عذر أقبح من ذنب. والكسل في أداء المسؤولية، هنا، يساوي الانحراف والتنكّر للعهد النيابي. فالمغتربون لا «يستحقون» بعض الجهد والتعب بينما اللبنانيون يتكلون عليهم في دعم الاقتصاد العائلي والمساهمة في إنهاض الاقتصاد الوطني.
ومن دون أن ترفّ له جفن حرم المجلس النيابي الناخبين اللبنانيين من البطاقة الممغنطة والميغاسنتر (حيث يقترع الناخب من مكان سكنه) بحجة ضيق الوقت أيضاً، لأنه من شأن هذين التدبيرين توسعة دائرة الشفافية والحدّ من تسلط المرشحين على الناخبين الذين إذا انحصروا في مراكز ضيقة للاقتراع تسهل عملية إحصاء أصواتهم وأنفاسهم، وذلك، لعمري، إعلان مدوّ بالفشل في لحظة يحتاج فيها اللبناني إلى بقعة ضوء.
أما الشباب الذين تخطوا سن 18 فلا يجوز لهم، بعرف المجلس، الاقتراع خشية توجهاتهم الديمقراطية التي لا تصبّ في مستنقع الفساد والاحتكار والاحتيال. علماً بأنّ بعض البلدان قد أقرّت حق الانتخاب للشباب الذين تخطوا عمر 16 سنة. وبالمناسبة هل سمعتم قصائدهم في مدح الشباب؟! إنها حقاً تبز قصائد الأخطل الصغير. أما الحرقة التي تستقرّ في وجدان اللبنانيين عموماً فقد عبّرت عنها بالأمس النائب عناية عز الدين ابنة الجنوب التي اكتشفت بالملموس أنّ زملاءها يصرّحون شيئاً ويضمرون شيئاً آخر. ويل لجماعة تقول ما لا تفعل، وتفعل ما لا تقول؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ