البنك الدولي بحث مع ميقاتي وحمية مشاريع مشتركة كومار جاه: لاحظنا تقدّماً في الإصلاحات
بحث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس في السرايا الكبيرة، مع وفد من البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ساروج كومار جاه في عدد من المشاريع المشتركة.
وإثر الاجتماع قال كومار جاه «كان لقاء جيداً بحثنا فيه الأوضاع، وركّزنا على الإصلاحات في قطاعي المرفأ والطاقة وغيرها، بالإضافة إلى تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وفي الأيام المقبلة سنركّز على وضع برنامج شبكة الأمان الاجتماعي للحالات الطارئة وتحريك الإصلاحات في قطاع الكهرباء لتأمين أفضل نوعية من الخدمات، بالإضافة إلى العديد من المشاريع ونحن نلتقي باستمرار من أجل أفضل تعاون بين لبنان والبنك الدولي».
ورداً على سؤال عن مساعدة في عملية الإصلاح قال «يُمكننا تأمين المساعدة والدعم التقنيين، لكن على الدولة اللبنانية أن تدير عملية هذه الإصلاحات، وقد لاحظنا تقدّماً في هذا الإطار».
بدوره تناول وزير الأشغال العامّة والنقل الدكتور علي حمية، في مكتبه في الوزارة، مع وفد البنك الدولي، ثلاث قضايا أساسية، هي: إعادة إعمار مرفأ بيروت وإستراتجية عمل الوزارة، مشروع الطرقات ومشروع بيروت الكبرى وشمال بيروت.
وأشار كومار جاه بعد اللقاء إلى أن «هذا هو اللقاء الأول مع الوزير حمية ولدينا شراكة مع وزارة الأشغال. ركّزنا على عدد من القضايا التي يواجهها لبنان وإن مجموعة البنك الدولي مستعدة لدعم لبنان وإعادة إعمار مرفأ بيروت والنقل العام ومشروع الطرقات. ونحن على استعداد لمساعدة الحكومة في مواجهة التحديات في هذا القطاع، والمساعدة والعمل معا، ونود أن نكون شركاء في دعم هذه الجهود نظراً لأهمية هذه القطاعات. وعلينا وضع مخطط توجيهي ورؤية مستقبلية لهذه المشاريع».
كما أثنى كومارجاه على ما قاله الوزير حمية بشأن رؤيته المستقبلية، لكل القطاعات وبكل ما يتعلق بعمل الوزارة على صعيد ما جرى بحثه.
من جهته، قال حمية «تناولنا مواضيع عدة تتعلق بعمل الوزارة»، مشيراً إلى أن «البنك الدولي مهتم أيضاً مثل بقية دول العالم بإعادة إعمار مرفأ بيروت وغيرها من المشاريع»، لافتاً إلى أن البنك الدولي يتمتع بصداقية عالمية من حيث مساعدة الدول في المشاريع الإستراتيجية للتنمية المستدامة والنمو الإقتصادي».
واعتبر أن «إعادة مرفأ بيروت هو أمر حيوي للدولة اللبنانية ويجب وضع دراسة مفصّلة عن واقع حال المرفأ ونظامه الإداري الجديد، باعتباره مرفقاً إستراتيجياً هاماً، كونه واحداً من المرافق الأساسية لجذب الاستثمارات ولنمو الاقتصاد اللبناني».
أضاف «لذلك نريد وضع مخطط توجيهي للمرافىء الأربعة في لبنان، لتكون متكاملة مع بعضها لأنه عندما نتكلم عن التنمية المستدامة، يجب أن نتكلم عن كل المناطق اللبنانية وذلك من أجل تحسين خدماتها لاستقطاب المستثمرين».
وتابع «لقد تكلمنا أيضاً بالهوية القانونية للمرفأ، لأنه لا يمكن الاستمرار بلجنة موقتة لإدارته وهي ليست بعامل جلب للاستثمار لزيادة إيراداته وتحسين خدماته، لذلك نحن بحاجة لهوية لإدارة المرفأ، ومن الممكن الحديث عن الشراكة بين القطاعين العام والخاص وأي إطار أخر يؤمن أهداف لبنان الأساسية وهي تحسين إيرادات خزينة الدولة والخدمات».
ولفت إلى أنه «يريد دراسة كاملة عن واقع مرفأ بيروت، تُبيّن واقع الحال من أجل تحسين الخدمات وإضافة خدمات جديدة، عندها يكون لدينا رؤية حول كيفية تقسيم المشاريع لأن من المستحيل وجود شريك إستراتيجي واحد يستطيع العمل على هذه المشاريع وبهذه الطريقة نستقطب مستثمرين أكثر ونشجع على المنافسة لتحسين الخدمات والإيرادات».
كما تطرق حمية إلى موضوع النقل العام «لما له من أهمية كبرى لإعادة تنشيط عجلة الاقتصاد وتفعيل إنتاجية الإدارة من خلال تأمين خدمة النقل العام على كامل الأراضي اللبنانية»، موضحاً «أن الوزارة ستعمد إلى تحديث سياسة النقل العام بحيث ينبثق عنها مشاريع مقسّمة تشمل كل محاور الطرقات في المناطق اللبنانية كافة، ما يشجّع المستثمرين على المشاركة، بحيث تكون هذه المشاريع جاذبة للمشاركة فيها ولتقديم أفضل خدمة في قطاع النقل».
وأكد أنّ «كومار جاه أبدى استعداده للتعاون كبنك دولي، وفي هذا الإطار سيعقد بعد ظهر اليوم (أمس) اجتماع مع الفريق التقني التابع للبنك الدولي لوضع الرؤية المطلوبة وفقاً للذي بحثناه».