فضل الله: تسييس القضاء لا يوصل إلى الحقيقة والوعود لم تنتج حلولاً لأزمات الناس الحياتية
أكد رئيس «لقاء الفكر العاملي» السيد علي عبد اللطيف فضل الله ضرورة حماية القضاء وإبعاده عن السياسيين والسفارات والكونغرس، وعدم السماح لأحد بأن يحرف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت عن مساره القانوني البحت، لأنّ هذا المسار هو وحده الكفيل بالوصول إلى الحقيقة المجرّدة التي تكشف المسؤولين عن التفجير».
أضاف السيد فضل الله في كلمة له خلال حفل تأبيني في بلدة عيناثا «انّ المطلوب من الجميع، وخاصة ممّن يريدون فعلاً معرفة الحقيقة، اعتماد هذا الموقف المبدئي الواضح، والعمل بموجبه بشكل دائم وليس فقط في القضية التي نحن بصددها اليوم، خاصة أنّ من شأن هذا الموقف أن يُحصّن القضاء ويجعله منيعاً وقوياً ومستقلاً».
وفي الجانب الحياتي سأل السيد فضل الله «مَن المسؤول عن استمرار الأزمات المعيشية المتلاحقة من فوضى الأسعار والتسيّب النقدي والاقتصادي وأزمة الكهرباء والمحروقات رغم كثرة الوعود والمواقف التي لم تنتج إلا استهلاكاً سياسياً فارغاً؟، مطالباً بـ «وقف استغلال أوجاع الناس لأهداف انتخابية رخيصة».
وحذر فضل الله من «استمرار سياسات سحق إنسانيتنا ورهن إرادتنا لمواقع النفوذ السياسي والمالي التي تريدنا ان نتعايش مع الأزمات، وان نقبل بالأمر الواقع الذي يكرّس الفساد والحرمان والارتهان ويلغي المطالبة بمحاسبة الطغمة السياسية والمالية الفاسدة»، مؤكداً للسياسيين «أنّ فقراء لبنان يدفعون فواتير فسادكم وسمسراتكم ومحاصصاتكم وتجارتكم بالوطن والمذاهب والطوائف».
وخاطب السياسيّين قائلاً «إنّ قمة كذبكم ان تنتجوا الفساد تحت عناوين الإصلاح»، بدليل قوله تعالى (واذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون).
وناشد السيد فضل الله «كلّ المكوّنات المخلصة ان تلتقي على برنامج وطني لأجل صحوة شعبية تعنى بمحاكمة الفاسدين والسارقين بعد سقوط القضاء في مستنقعات التسييس والعجز والاستئثار، وتعيد التموضع وطنياً وإنسانياً لكسر حالة التسلط والهيمنة والاستبداد ومواجهة كلّ المتسلقين على معاناة الناس الذين تحكمهم مصالحهم الفئوية والشخصية ممن يرتهنون للخارج المشبوه تحت عناوين الثورة ومواجهة الفساد».
