السلاح في لبنان والعراق
– خلال سنوات طويلة وعبر إعلام مركز ومبرمج وخطابات سياسية عالية النبرة سمعنا كلاماً مكرّراً بلغة واثقة يقول إنّ مشكلة لبنان والعراق هي في السلاح المقاوم، سلاح حزب الله في لبنان وسلاح الحشد الشعبي في العراق، والحجة كانت دائماً تبنى على انّ السلاح يشكل تهديداً للأمن لأنه يتسبّب بقتل الخصوم ولأنه يؤثر في الانتخابات واتجاهات التصويت.
– خلال أيام قليلة كان العراق يخرج من الإنتخابات التي يُفترض أنها جرت في ظلّ هذا السلاح الذي يؤثر في نتائجها، وجاءت النتائج تقول بأنّ أصحاب السلاح قد خسروا مواقعهم، وانّ الذي فاز بهذه المقاعد تقاسمه الذين حرّضوا على السلاح وأصحابه وخاصموهم، وقبل مناقشة نزاهة الانتخابات وصدقيتها أثبت النتائج المعلنة التي يتمسك بها الفائزون انّ السلاح لا تأثير له على المسار الانتخابي والخيارات الانتخابية للمصوّتين كما دأب خصومه على القول.
– كان الرهان ان يخرج أهل السلاح بسلاحهم ويعرّضوا الأمن للاهتزاز وهم قادرون، ولديهم الأسباب ليغضبوا وقد رأوا كيف زوّرت النتائج وسرقت الأصوات فخيّب أهل السلاح آمالهم، وضبطوا أعصابهم ونظموا غضبهم بطعون قانونية لا تزال مفاعيلها مستمرة بقوة الرقم والحجة واللوائح الموثقة للنتائج الفرعية وجمعها المنافي للنتائج المعلنة، ويستعيد أهل السلاح حقوقهم بالأصوات التي نالوها بالفعل بالمراجعة القانونية وبالأرقام، لكن ليس بالسلاح.
– في لبنان وخلال أيام قليلة خرج حزب الله معترضاً على المحقق القضائي ومساره المسيّس، وأعلن مع حركة أمل الدعوة لتظاهرة سلمية احتجاجاً على المسار القضائي، فجوبه أهل السلاح وهم عزّل بسلاح يُطلق النار عليهم من سطوح الأبنية ضمن خطة محكمة ويوقع منهم القتلى والجرحى، ولأنّ هوية الضحايا تكفي للردّ على أصحاب روايات الإشكال والاشتباك، خصوصاً انّ المحترفين كما يفترض في استعمال السلاح هم الذين سقط منهم ومنهم فقط القتلى والجرحى.
– أهل السلاح الذين يهدّدون نزاهة الانتخابات هم الذين يخسرون فيها، وأهل السلاح الذين يهدّدون أمن الآخرين هم الذين يُقتلون، فعلاً الفاجر يأمل مال التاجر.