حزب الله و«أمل» شيّعا شهداء كمين الغدر في مآتم حاشدة صفي الدين: «القوات» ارتكبت المجزرة لجرّ لبنان إلى حرب أهلية والمطلوب الإسراع في المعالجة وتحمّل الجميع المسؤوليات لإنقاذ بلدنا
شيّع حزّب الله وحركة أمس، شهداء الكمين الغادر في الطيونة أول من أمس.
ففي روضة الشهيدين بالغبيري، شيّع حزب الشهداء محمد حسن السيد، علي بسام ابراهيم ومريم محمد فرحات، وسط مشاركة حاشدة تقدمها رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين وقيادات من الحزب.
وألقى صفي الدين كلمة قال فيها «نجتمع في وداع شهداء استهدفتهم رصاصات الغدر والجبن»، لافتاً إلى أنّ تجمع أول من أمس «كانت الدعوة إليه على أساس أنّه تجمّع سلمي لقول كلمة وهذا حق طبيعي، وكان من ضمن المشاركين عدد من المحامين والنخب والطلاب وهي ليست المرّة الأولى التي يجتمع فيها الناس في منطقة العدلية، وكان يمكن لهذا التجمّع أن يبقى عادياً يقول كلمته ويُوصل رسالته وينتهي الأمر من دون أن يهلع أحد».
وتابع «حينما علمنا كما علمت القوى الأمنية أنّ هناك مجموعات جيء بها من أماكن متعدّدة وهي متوترة وتواصلنا مع الأجهزة الأمنية، وقالوا إننا على علم بذلك وأُبلغنا من قبل مخابرات الجيش أنّ كل الشوارع مؤمّنة وإلاّ ما كنّا قمنا بهذا التحرك».
واعتبر أن «ما لم يكن محسوباً ربما لدى الجيش أو متوقعاً هو أن هناك من اتخذ القرار بالقتل»، مشيراً إلى أننا «أمام مجزرة مقصودة والذي ارتكبها عن سابق تصور وتصميم وعزم وإرادة وهو مجرم وقاتل».
وأعلن أنّ «هذه المجرزة قام بها حزب القوات اللبنانية وهو يتحمل المسؤولية الأولى أمام عوائل الشهداء وأمام كل اللبنانيين الذين كانوا أمام الخطر»، معتبراً «أن الذي يستهدف المدنيين هو جبان وخسيس وضعيف، لأنّه يعلم أنّ هذه الجهة التي تُستهدف تملك من البصيرة والتحمّل».
وأضاف «اليوم أنا لا أبالغ حين أقول لكم إنّ حزب القوات كان يسعى إلى أحداث حرب أهلية داخلية من جديد في لبنان»، وأن «حزب القوات كان يدفع طيلة الأيام الماضية لاستفزاز الناس والمناطق من أجل حرب أهلية واليوم كشف هذا الحزب عن وجهه. ربما هو مضطر ومستعجل وربما يكون أسياده المهزومون في المنطقة، استعجلوا القيام بهذه الخطوة».
كما اعتبر أنّ أول من أمس «كان لبنان كلّه مستهدفاً من أجل أن يُعاد إلى الأزمنة البشعة في الحرب الأهلية الداخلية التي لا يحب أحد من اللبنانيين أن يعود إليها إلاّ من عاش على فتاتها ومن استفاد منها»، لافتًا إلى أن «مشهد الأمس هو حلقة من حلقات تديرها أميركا ويموّلها بعض العرب».
وشدّد على أنّ «هذه الحقيقة التي يجب أن يتعاطى معها كل اللبنانيين بمسؤولية، ونحن سنبقى حاضرين لتحمّل المسؤوليات من أجل الحفاظ على بلدنا وعدم الانجرار إلى الحرب الأهلية، ونحن أهل بصيرة ووعي وتجربة وتضحية من أجل البلد».
وأكد أن «هؤلاء الشهداء جنّبوا لبنان من الوقوع في الحرب الأهلية»، مضيفاً «نحن لم ننجرّ إلى فتنة مذهبية ولن ننجرّ إلى حرب أهلية ولكن في الوقت نفسه لا يُمكن أن نترك دماء شهدائنا ومظلومينا تذهب هدراً فلا نضيّع هذه الدماء».
وتابع «حظّكم السيئ اليوم أن هناك قوى عاقلة وحكيمة وقوية بالقوة التي حمت لبنان وتمنع الفتنة المذهبية التي تريد استهداف كل اللبنانيين»، مشيراً إلى أن «أمام هذه الحقائق يجب أن يتحمّل كل اللبنانيين المسؤولية وليس لوحدنا، فسائر المسؤولين في لبنان من أيّ جهة عليهم أن يعرفوا أن هذا الواقع يجب أن يواجهوه بأن الموجود في لبنان حزب يعمل لمصالح الأميركي ويريد أن يدفع بلبنان إلى الحرب الأهلية».
وأضاف «أقول للجميع يجب أن تتحملوا المسؤولية من الآن حتى لا تندموا بعدئذٍ».
ورأى أن «المطلوب هو الاسراع في المعالجة وفي تحمل المسؤوليات لإنقاذ بلدنا من هذه المصيبة الجديدة والأجهزة الأمنية والقضائية يجب أن تتحمل مسؤوليتها في جلب هؤلاء المجرمين إلى العدالة والمحاسبة».
وشدّد على «أننا اليوم أمام مشروع أميركي جديد يحمل خطراً بعنوان جديد بعدما هُزِم مشروع «داعش»، وأننا جاهزون في كل لحظة ومكان وموقعة لندافع عن بلدنا ومقاومتنا وشركائنا».
وفي بلدة بنهران قضاء الكورة، شيّع حزب الله جثمان الشهيد محمد جهاد تامر (سامر) بمشاركة قيادة الحزب في الشمال وشخصيات وفاعليات وحشود كبيرة من الأهالي ضاقت بهم شوارع البلدة.
بدورها شيّعت حركة أمل وعشيرة آل مشيك الشهيد حسن مشيك في بلدة الزعارير غربي بعلبك بحضور رئيس الهيئة التنفيذية في الحركة مصطفى الفوعاني، الذي ألقى كلمة رأى فيها، أن ما حصل أول من أمس «هو جريمة غدرٍ موصوفة وكمين محكم والمدبرون والمنفذون مفترض أن يكونوا شركاء في الوطن ولكن هؤلاء ما زالوا يعيشون الماضي وغدرهم ومكرهم أقوى من انتمائهم لوطنهم».
وأضاف «أكثر ما يحزننا اليوم أننا قُتلنا بقصد فاعل أراد إعادة عقارب الساعة لتوقيت الحرب فقط لأننا خرجنا سلميين نعترض على استنسابية قاضٍ ظالم آخر يريد هدم القضاء وتفجير البلد لأجل تحقيق أهواء سياسية ولتصفية حسابات، وبات واضحاً للجميع أنّهم لا يريدون حقيقة بل يريدون استنسابية وتنفيذ أجندات مدفوعة الأجر سلفاً، والأمس أثبت حجم المؤامرة التي تُحاك لنا وكل هذا فقط لأننا قاومنا وحرّرنا الأرض وفرضنا قوة المقاومة بوجه أسياد كل هؤلاء».
وفي بلدة النميرية، وبمأتم شعبي وكشفي حاشد، شيّعت حركة أمل وأهالي البلدة الشهيد مصطفى زبيب وقد شارك في مراسم التشييع المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان ممثلاً الرئيس نبيه برّي والنواب: علي خريس، هاني قبيسي وعلي بزي، وقيادات في الحركة.
وسبق مراسم التشييع احتفال تكريمي للشهيد ألقى خلاله المسؤول الثقافي المركزي في حركة أمل مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله كلمة قال فيها «لن ننجرّ إلى فتنة ولن نكون أداة فتنة ولن نسمح لأحد أن يأخذ البلد إلى فتنة، وفي الوقت نفسه نتمسّك بالحقيقة بجريمة المرفأ وكشف من ارتكب جريمة الأمس».
وأكد أن «هذه الدماء لن تذهب هدراً، سنذهب إلى آخر مدى لكشف المجرمين ومحاسبتهم أمام القضاء، وما حصل جريمة بحق الوطن والسلم الأهلي».