وصية شاعر
} يوسف المسمار
لا تَكْتئبْ يا قارئي إن متُّ مُنْصَهِراً
بشــعـرٍ ما احـتـوى غـيـر الهُـدى
شعري اغترفتُ من الهُدى وعلى الهُدى
شـعـري يحـلِّـق حيثما سَـمَحَ المَـدى
هُوَ شَـهْقَـةُ الانسـانِ أطْلقها الإلـهُ
بكـلِّ ما ينـفي التـوهُّـمَ والسُـدى
إني اهتـديـتُ بخالقي فَكَتبتُ شعـراً
لا يَضـلُّ بـمحـتـواه من اهـتـدى
فلقـدْ وُجِـدْنا كي نُحَلِّـقَ في السُمُـوِّ
وبالسُـمُـوِّ نَصيـرُ للنـورِ النَـدى
نحنُ النَدى العـلوي في هذا الوجودِ
وعِـطـرُ ما بعـدَ المنايا والردى
نَحْـنُ ابـتـداعُ اللهِ زَوَّدَنــا بـمـا
يـبني الوجـودَ تساميـاً وتَجَـدّدا
ما كـانَ في خَلْـقِ الحيـاةِ نقيصةٌ
إن النـقيـصةَ أن نَضلَّ ونَشْــرُدا
ما شـاءَ للناسِ الإلهُ سـوى العُـلى
وعُـلى العُـلى ما غابَ منهُ وما بدا
يا قارئي إن متُّ لا تَـبْكي فَشعْـري
بســمةٌ بعبـيـرها انـتعشَ الصدى
فابْسمْ وغَـنِّيْ ما استطعتَ ولا تكنْ
إلاَّ الذي بلطافةِ الشعرِالبديعِ تَنَهَّـدا
من كـانَ إرضـاءُ التسامي هَـمُّـهُ
أبـداً يَظـلُّ ولـو تـوارى الأسْعَـدا
فالموتُ في هـذا الوجـودِ حقيقـةٌ
وعلى الحقيقةِ لا يَزُولُ من ابتدى
شعرُ الخُلـودِ من الهدايةِ يـبتـدي
وبغيـرِ نـورٍ لنْ يكـونَ مُخَلَّـدا
شعري استمدَ من الحياةِ رحيقَهُ
وارتـادَ آفـاقَ السماءِ مُزَغْـرِدا
فتلألأتْ فيهِ ابتسامةُ شــاعـرٍ
ما رامَ إلا للخـلـيـقـةِ سُــؤْدَدا
ما فازَ بالدمعِ السَخيِّ من ارتوى
بل فازَ بالعَمَلِ السويِّ من اقـتدى
لا تَبْكِني إن متُّ وانهضْ فالعُـلى
ما كانَ إلا بالعـطـاءِ وبالـفِـدى
شاعر قومي مقيم في البرازيل