هذا ما أراده زعيمنا…*
} الأمين سمير رفعت
زرت هذه الدار إثر الحرب العبثية التي شنّها الإنعزاليون كرمى لعيني الكيان اليهودي، ذرفت يومها دمعتين حين رأيت جزءاً كبيراً من هذه الدار قد دُمّر، ولأنّ صراعنا قد أخذ هذا المنحى الدنيء، وكأني نسيت للحظة أنّ صاحب هذه الدار قد نبّهنا من يهود الداخل الأشدّ فتكاً من اليهود، فكانت زيارتي آنذاك بعدما استعاد نسورنا وجه المتن النضر، فعُمّد بالدم، كما قلاع أخرى للحزب.
وزرت هذه الدار قبل أيام مؤتمِراً، وذرفت دمعتين حين رأيت هذا الصرح الحضاري، فنحن يا رفقائي في حضرة الزعيم والأمينة الأولى نُشكّل عائلته الكبيرة، وهنا يجب أن نرفع باسمكم جميعاً وباسم القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود أسمى آيات الشكر والاعتراف بالجميل، لمن فكّر وخطط وصمّم وتبرّع وراقب ونفّذ لأن تكون هذه الدار الحاضنة الرائعة لنا جميعاً، ولكي تمسح عن وجه هذه الأمة ما شوّهته الحرب الأهلية، وأنوّه هنا بدور الأمين أسعد حردان في هذا المجال.
ولأننا في حضرة الزعيم وفي داره فلنتذكّر تعاليمه التي تنشرها لنا جريدة «البناء» الغالية كلّ صباح وفي قمة صفحتها الأولى، آلاف الأعداد صدرت وستصدر آلاف أخرى ولم يخلُ عدد من كلمة لك يا زعيمي.. وسأتحدث اليوم بكلماتك الرشيدة إذ تقول: سورية تمثل لنا شخصيتنا الاجتماعية ومواهبنا وحياتنا المثلى ونظرتنا إلى الحياة والكون وعزّنا ومصيرنا، لذلك هي لنا فوق كلّ اعتبار فردي وكل مصلحة جزئية..
ويقول الزعيم لنا: التاريخ لا يسجل الأماني ولا النيات بل الأفعال والوقائع.. ويقول: مبدأ التضحية الفردية في سبيل المجتمع هو أهمّ مبدأ مناقبي قام عليه أيّ مجتمع متمدّن.. ويقول: قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود.
ويقول: الحرية حمل ثقيل ولكنه حمل لا يضطلع به إلا ذوو النفوس الكبيرة.. ويقول المعلم: السياسة عندنا أن نخدم غاية، أما الغاية فقد قرّرناها وقد حاربنا في سبيلها، ونحن فيها سياسيون لا مراوغون، ولا متلاعبون،
ويقول: إنّ إرادة القوميين الإجتماعيين هي إنقاذ فلسطين، وحربنا هي حربٌ مقدسة لأنها حربُ أمّة حية، ويقول: من أراد أن يضحك فهنالك أوقات كثيرة للضحك، أما الآن فالموقف مهيب لأننا أمام الوطن والتاريخ وجهاً لوجه.
وطالبنا أن نكون سداً منيعاً ضدّ الدعوة الى بث النعرات الهدامة وقال: الحق إنتصار يشهد للنفوس التي انتصرت أنها أصابت ويشهد على نفوس إنخذلت في الباطل، إنها أخطأت.
لن أطيل أكثر ففيكم ومنكم من حفظ الزعيم في قلبه وعقله.
التحية القومية الاجتماعية الى شهدائنا الذين لا يموتون بل يدخلون الحياة، فكيف يمكن إعلان وفاة الشاب خالد أزرق الآتي من حلب، وذاك الجميل عمار الأعسر الآتي من بانياس الساحل، والشاعر كمال خير بك عريس القرداحة، وأدونيس نصر وكثيرون كثيرون، مزقوا خرائط التجزئة وألغوا توقيع سايكس وبيكو وتلك الواو الكافرة بين الشام ولبنان، هؤلاء كتبوا بدمائهم الزكية وحدة سوريانا، بلا كيان غاصب ولا سلطان جامح ولا أدوات استعمار قديم ـ حديث.