تركيا تتقدّم حليفيها الأميركي و«الإسرائيلي»
تواجه سورية مع إعلان عزمها على إخراج القوات الأجنبية غير الشرعية مدعومة من حليفيها الروسي والإيراني وقوى المقاومة، سعياً من كل قوى الاحتلال لاستباق حروب المقاومة بحرب الإرهاب، ويشكل التفجير الإرهابي الذي استهدف دمشق تعبيراً عن هذا السعي لإرباك سورية وإبتزازها بأمن عاصمتها واستقرارها أملاً بإضعاف الاندفاعة السورية نحو التحرير.
إقدام قوات الاحتلال «الإسرائيلي» على غارة تدمر التي أوقعت عدداً من الشهداء وتلاها بيان لغرفة عمليات حلفاء سورية يعلن القرار بردّ شديد القسوة سبباَ للاعتقاد بوقوف استخبارات الاحتلال وراء تفجير دمشق، خصوصاً أنّ عملية اغتيال المناضل مدحت الصالح تؤكد قلق الاحتلال من تعافي واستقرار سورية وتفرغها لاستعادة الجولان بكلّ الطرق المتاحة وفي طليعتها المقاومة، بعدما فشلت محاولات مقايضة الانسحاب الأميركي من سورية بدعوة سورية لقبول انسحاب قوى المقاومة وتقديم ضمانات بأنّ أمن الاحتلال في الجولان لن يتعرض للخطر.
بين أطراف الثلاثي الأميركي- «الإسرائيلي»- التركي في توظيف جماعات إرهابية تملك ظهيراً من كل من أطراف الثلاثي وتاريخاً طويلاً من التعاون، يبدو أن الرئيس التركي يتصرف على قاعدة يكاد المريب أن يقول خذوني، ففي ظل معارك إدلب المتصاعدة تدخل الجماعات الإرهابية التي يرعاها الجانب التركي في مأزق وجودي ما يرفع أسهم فرضية قيامها بالتفجير، ليأتي كلام الرئيس التركي رجب أردوغان عن التمسك ببقاء القوات التركية في سورية، واعتبارها مصدراً للاستقرار، متزامناً مع التفجير بمثابة إعلان الهدف السياسي للتفجير، بدعوة سورية للتراجع عن جعل الانسحاب إطاراً وحيداً لتعامل مع الاحتلال التركي، الذي يأمل بصفقة تتيح بقاء بعض قواته داخل سورية تحت شعار تطبيق تفاهمات مع الجماعات الإرهابية لحلول أمنية جزئية يعرضها تحت الطاولة.
كما كلّ مرة يكون فيها مشروع الحرب على سورية في مأزق يرتكب الرئيس التركي حماقة تصدر محاولات التصعيد، ولذلك تؤكد المصادر السورية أن الرد سيكون بمزيد من التقدم نحو الحسم في إدلب.