ماذا عن زيارة الموفد الأميركي الصهيوني؟
} عمر عبد القادر غندور*
وصل الى بيروت يوم الثلاثاء الماضي، «على الرحب والسعة»، كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين في إطار مهمته الجديدة كوسيط في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان و»إسرائيل» من اجل ترسيم الحدود البحرية.
وكانت المفاوضات بين الطرفين بواسطة أميركية توقفت في أيار الماضي جراء خلافات على مساحة المنطقة المتنازع عليها.
وبالطبع يشكّل ترسيم الحدود البحرية أهمية بالغة للبنان لاستخراج نفطه وغازه، كون الطبقة السياسية الفاسدة طوال عقود وعقود قد أفلست البلد وأوصلته إلى الحضيض.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية انّ وفدها الذي وصل الى بيروت برئاسة «العم» آموس هوكشتاين سيكون على استعداد لمساعدة لبنان و»إسرائيل» على تخطي عقبات التفاوض.
والمعروف انّ لبنان يطالب بحقه على مساحة تبلغ 1460 كيلومتراً مربعاً تريد دولة الاحتلال ان تبتلعها.
ـ من هو الموفد الأميركي الوسيط آموس هوكشتاين الذي يريد أن يكون حكماً بيننا وبين دولة الاحتلال؟
ـ ولد آموس هوكشتاين في الأرض المحتلة فلسطين المسمّاة «إسرائيل» لأبوين يهوديّين مهاجرين.
ـ خدم في جيش الاحتلال الاسرائيلي بين عامي 1992 ـ 1995.
ـ بعد إنهاء خدمته العسكرية، انتقل إلى واشنطن بعد أن تلقى تدريباً في مبنى الكابيتول هيل. وفي التعريف الذي تعتمده وزارة الخارجية الأميركية في موقعها، لم تذكر أي معلومة عن مولد هوكشتاين أو عن خدمته العسكرية، واكتفت بذكر المناصب والمهام التي تقلدها في الإدارات الأميركية.
ـ شغل منصب مدير السياسة للشؤون الخارجية في وزارة الخارجية الأميركية.
ـ خلال عمله في الكابيتول سافر الى العراق للعمل على توطين اللاجئين الفلسطينيين في وسط العراق.
ـ في العام 2001 عضو في شركة اللوبي الأميركية وشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للعمليات الدولية.
مثل هذا الوسيط «الإسرائيلي» المولد من أبوين مهاجرين والذي يحمل الجنسية «الإسرائيلية» الى جانب الجنسية الأميركية وأدّى خدمته العسكرية في جيش الاحتلال وحيث نشأ وترعرع و»الإسرائيلي» الهوى، ألا يوجد غيره من الأميركيين لإرساله إلى لبنان ليكون وسيطاّ نزيهاً في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة؟ وكيف يكون وسيطاً نزيهاً مساعداً بين لبنان وبين «دولة» يحمل جنسيتها المعنوية ولا يمكنه الدفاع إلا عن مصالحها.
لا بل سيكون أداة ضغط إضافي على لبنان لقبول وجهة النظر «الإسرائيلية».
أما وقد بلغ الاستخفاف باللبنانيين لمثل هذا الحدّ، يصبح الاعتراض قرقعة في فضاء واسع في ضوء ما نراه من ترحيب وتكريم ولقاءات حميمة مع رسميين وغيرهم من متعاونين يرون في اجتماعهم بالزائر الأميركي مكرمة لهم، واعترافاً بدورهم وإخلاصهم.
ومع ذلك يبقى الاعتراض على وجود هذا «الإسرائيلي» الأميركي الذي يحاور من وراء قناع، كمن يريد القبض على السراب او استنهاض العزيمة في النفوس الغافلة .