أخيرة

نـداءُ البطولة

} يوسف المسمار  

لا شيءَ يَصلحُ إن تهاوتْ أمةٌ

 مثـلَ البطـولةِ مُنقـذاً أو ينفعُ

فَـلْيَفْهـم الأحـرارُ من أبنائـنا

أن التَمَـرُّسَ بالبطولةِ مَرْجَعُ

وبطـولةُ الانسانِ وعيٌّ فاعلٌ

بمـزيةِ الفكـرِ السليـمِ مُشَبَّـعُ

الحَـقُّ بَعْـضُ بهائـهِ ونقائـهِ

وكـذا العـدالةُ من صفائهِ تنبعُ

والخيـرُ فعلُ الخيِّرينَ بوعيهمْ

وبروحهمْ أفُقُ الجَمَالِ يُشعشعُ

إنَّ الممارسةَ السليمةَ للفضائلِ

وحـدها فـعـلٌ سـويٌّ مُبـدعُ

تُسْتَكشَفُ الآزالُ في تأثيـرها

والغيـبُ يُعلَنُ والمعالي تسطعُ

إنَّ البطـولةَ عَـيْنها سـرُّ العُلى

والعـزُّ في إشـراقـها يَتَـربَّـعُ

ومـزيـةُ الأبـطـالِ أنَّـهُـمُ إذا

ثاروا بما فيهِ الوجـودُ يُزوبعُ

فمتى يثورُ الشعبُ للعدلِ الذي

لـهُ وحـدهُ ولحكمـهِ نَـتَـطلَّـعُ

كـلُّ الكلامِ عن السلامِ تفاهـةٌ

ما دامَ جـورُ الغاصبينَ يُرَوِّعُ

لا يسلمُ الشعبُ المُهانُ وروحُهُ

للخـوفِ تلجأُ، بالمظالمِ تـقـنعُ

دَرْبُ الكرامةِ بالشجاعةِ سَيْرُها

ما فـازَ إلا في المسيرِ الأشجَـعُ

قدْ يُنكَـبُ الشجعانُ أما ذكرُهُـمْ

يبقى مدى التاريخِ لا يَتَزعْـزعُ

فإلى البُطـولةِ يا طلائعَ شعبـنا

فاضَ الغباءُ وأنتنَ المُسْتَنقَـعُ

ما العقلُ إنْ لمْ ننتصرْ لحياتنا؟!

ما الدينُ من دون المناقبِ ينفعُ؟!

ما العلمُ؟ ما كلُّ المعارفِ إنْ نكنْ

بيـنَ الشـعـوبِ أذلَّـةً نتسكـعُ ؟!

والسِلْمُ ! ما معنى السلامةِ حينما

إنسانُـنا بيـنَ المقابـرِ يَـهْـجَـعُ؟!

والعـدلُ! أي عـدالـةٍ تلكَ التي

اغتالتْ وتغتالُ الذي لا يَرْكَعُ؟

والحـبُّ! يا عارَ المحبةِ، حَيْفها

عـميـاء يقـتُـلها الغـبـاءُ الأبشـعُ

والحَـقُّ! أينَ جُـنـودُهُ وسُيوفُهُ

إنْ قيلَ ألسنةُ القُضَاةِ تـُقـَطـَّعُ؟!

والخيرُ! ما للخيرِ أصبحَ فارغاً

العَوَزَ والفَقْـرَ البغيضَ يُـوزِّعُ؟!

قِـيـَمُ الحيـاةِ سقيمـةٌ ودواؤها

فعـلُ البطـولةِ والفـداءُ الأنْجَعُ

فإلى البطـولةِ والفـداءِ تـقـدَّموا

يا أيها الأبطالُ والنَصْرَ اصنعوا

لا يُـرْجِعُ الأمجادَ عبـدٌ خانـعٌ

بـل وحـدهُ المقـدامُ مجداً يُرْجِـِعُ

تَهْوى البطولةُ أن ترى أبناءَها

شـلاَّلَ عـزٍّ بالجـراحِ يُـزَوْبِـعُ

إنَّ البطـولةَ أرضُنـا وسـمـاؤنا

وبـدونهـا إنْسـانُـنـا مُـتَـصـدِّعُ

العقلُ في المعنى العميقِ بُطولةٌ

وكـذا البُطولةُ عقلُ شعبٍ يُبْدعُ

ويسيـرُ في دُنـيـا التألـُّقِ هَـمُّهُ

أسـمى وأمـثـلُ ما يُـرادُ وأروعُ

العـزُّ معناهُ التفـوُّقُ في الفِـدى

وبـغـيـرِ تطـويـرِ الفـداء نُـمَـزَّعُ

وضعانِ للأبطالِ: تشريفٌ لهـمْ

نَـصـرٌ عـزيـزٌ أو فِــداءٌ أرفـعُ

* شاعر قومي مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى