هارون الرشيد وسيّافه مسرور
يكتبها الياس عشّي
في العودة إلى “ألف ليلة وليلة” نضع الأصبع على جرح المؤامرات التي كان يخطّط لها الملوك وتابعوهم بدم بارد، حتى تحوّلت القصور، في تلك الأزمنة، إلى طاولات مستديرة يجلس حولها صنّاع الموت.
ما إن تنطلق رصاصة في وجه المقاومة (كما حدث في كمين “الطيونة” على سبيل المثال) حتّى تعود بي الذاكرة إلى مشهد البرامكة، وإلى الخليفة الرشيد، وخادمه مسرور الذي دخل إلى جعفر البرمكي، وقال له:
ـ مولاي هارون الرشيد يريد رأسك.
فقال البرمكي:
ـ لعلّك مخطئ يا مسرور، تريد القول إنّ مولاي يريدني.
فأكّد مسرور من جديد أنه يريد رأسك.
ثَمّ تقدّم منه، وقتله، وفصل رأسه، وحمله إلى أمير المؤمنين الرشيد.
الفارق الرئيس بين مشهد “قطع رأس جعفر البرمكي” ومشهد “القضاء على المقاومة” أنّ السحر انقلب على الساحر، وأنّ “مسروراً” ذا الملامح الصهيونية عاد خائباً إلى سيّديه اليهودي والأميركي، ليخبرهما أنّ المؤامرة فشلت، وأنّ رأس المقاومة الوطنية اللبنانية سيبقى بخير طالما أنّ هناك من يموت ليبقى الوطن.