المقاومة تشدّ أزر المفاوض اللبناني…
} عمر عبد القادر غندور*
في الاحتفال المهيب والعاطفي الذي أقامه حزب الله في ساحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية، كانت لسماحة السيد حسن نصر الله كلمة تحدث فيها عن الإنسانية والعدالة والانفتاح والتعاضد على قاعدة «تعاونوا على البر والتقوى» والتغيير الجذري الذي حققه خاتم النبيّين في قلب المجتمع الجاهلي.
وكانت لسماحته محطات سريعة على عدد من الملفات اللبنانية والإقليمية، وأبرزها الموقف المدوّي والتحذير من مناورة «إسرائيلية» في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وقال بالحرف الواحد: «إذا كان العدو يظن أنه يتصرف كما يشاء في المنطقة المتنازع عليها فهو مشتبه ومخطئ، وانّ المقاومة ستكون جاهزة في الوقت المناسب واللحظة المناسبة عندما تجد انّ نفط وغاز لبنان في دائرة الخطر ستتصرف على هذا الأساس، وهي قادرة على ذلك».
وعن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قال: لا مشكلة لدينا، ونأمل ان يكون للبنان وفد تقني يناقش من منطلق المسؤولية، لا من منطلق الاستجابة للإملاءات.
وقد علم من مصادر بعبدا ان رئيس الجمهورية قال للوسيط الأميركي («الإسرائيلي») هوكشتاين «انّ لبنان لن يفرط بنقطة ماء واحدة من مياهه البحرية»، وشدّد على «أهمية تصحــيح الحدود البحرية وفقاً للقوانين والأنظمة الدولية»، وقال: «تجــاوب لبــنان مع استئناف المفاوضات غير المباشرة ما يعكس رغبتنا أن تسفر هذه المفاوضات غير المباشرة عن نتائج إيجابية».
وبالعودة الى تحذير سماحة السيد من ايّ التفاف ومراوغة قد يعتمدهما العدو، فقد بات في حوزة لبنان وسيلة ضغط ستكون جاهزة إذا ما أراد العدو أن يفرض خطوطاً لصالحه على خارطة الترسيم، وعلى الوفد اللبناني المفاوض ان يستأنف الحوار من النقطة التي توقفت فيها المفاوضات في أيار 2020 بسبب شروط مسبقة لتل ابيب لناحية حصر التفاوض على مساحة 865 كلم مربع بحسب الخرائط الموقعة من جانب لبنان و»إسرائيل»، ويعتبر لبنان انّ هذه الخرائط استندت الى تقديرات خاطئة، ويطالب لبنان بمساحة إضافية تبلغ 1430 كلم مربع تشمل أجزاء من حقل كاريش الذي تعمل فيه شركة يونانية لمصلحة «إسرائيل»، وينادي لبنان بالخط 29 .
وليس صدفة ان تدب الحيوية في ملف ترسيم الحدود البحرية ويحضر الى بيروت الوفد الأميركي لتعبيد طريق استئناف المفاوضات غير المباشرة، وربما سعى الوفد الأميركي (الإسرائيلي) لجعلها مباشرة!!
في الوقت الذي يتحضّر فيه لبنان لبدء محادثاته مع صندوق النقد الدولي في مرحلة اقتصادية دقيقة تجعله متسامحاً مع الشروط التي يطلب تحقيقها صندوق النقد تحت طائلة الحاجة الملحة!!
وهو ما حذر منه سيد المقاومة لجهة الاستثمار في هذا الملف، وغيره ملفات كثيرة!!
ولا عجب في موقف المقاومة التي دافعت عن لبنان في وجه العنجهية «الإسرائيلية» وانتصرت عليها، وفي وجه الجماعات التكفيرية، وهي اليوم جاهزة للدفاع عن مياه ونفط وغاز لبنان.