دليل العادلين
} يوسف المسمار
إذا إختَـلَـطَ التَـذَبْـذُبُ بالقـضـاءِ
فإنَّ العَـدلَ يُصبـحُ كالـهَـبـاءِ
سبـيـلُ العـدلِ في الـدُنيـا سُلوكٌ
قـويـمٌ في المصاعـبِ والـرخـاءِ
فلا الإنْـصافُ رَهْـنٌ في رَخـاءٍ
ولا الإجْـحـافُ حِـلٌ في بَـلاءِ
مُمارسَـةُ العـدالـةِ في التَحَـلّي
بأخـلاقِ التَـفَـوّقِ في الـوفـاءِ
قُـلـوبُ العادلينَ عُـقـولُ رُشـدٍ
تَغَـذَّتْ بالحـقيـقـةِ والضيـاءِ
فتَـشْذيبُ الـرذائـلِ فرضُ حقٍّ
على من سارَ في دربِ العـلاءِ
وتَعْـزيـزُ الفضائلِ حُـكْمُ عَـدلٍ
لمَنْ يـرجـو الصلاحَ بلا انتهاءِ
ومَعْـنى العـدلِ وعـيٌّ مُستـديـمٌ
بتـحـقـيـقِ الطهــارةِ والصفـاءِ
وتَـنْـويـرِ العـقـولِ بكـلِّ حَــقٍ
جـديـرٍ بالحـيــاةِ وبالبـقــاءِ
وتَحْسينُ الشرائعِ روحُ عـدلٍ
يَتـوقُ به النـقاءُ إلى النـقـاءِ
فمَنْ عَـرفَ الحـقيقةَ واشتهاها
يُحَرِّرُهُ الـوفــاءُ من الغَـباءِ
مَحـالٌ يأمـلُ الانسانُ عـدلاً
إذا انـتهجَ البغاءَ مع الريـاءِ
أفـيقـوا يا بـني وطـني فإنّــا
نَسيـرُ بسـرعةٍ نَحْـو الفـنـاءِ
فـلا هَجْـرُ الصراعِ يُعِـزُّ شعـباً
ولا حُـبُّ الخُـنُـوعِ من الإبـاءِ
إذا الانسانُ لـمْ يسلـمْ كـريـماً
فكُـلُّ المَكْـرُمـاتِ بلا احـتـواءِ
حـيـاةُ العـدلِ إن نحيـا كِـرامـاً
وإلا لـيـسَ يـنـفـعُ كالـفِــداءِ
كِـرامُ القـومِ في شـعـبٍ كـريـمٍ
يَعـبُّـونَ الإخــاءَ بلا ارتـواءِ
ويَحْـيـونَ الرُقـيَّ بكُـلِّ حِـسٍ
ويَـبْـنـونَ الحيــاة َ بلا عـزاءِ
وبُـنْـيـانُ الحـيـاةِ يظـلُّ فيهـمْ
رجـاءً فَـوْقَ آفـاق الرَجـاءِ
فلا اقـتـنعـوا بنصرٍ دونَ فعـلٍ
ولا انتظـروا البهـاءَ من العَـماءِ
ولا اعتـقـدوا التَقَـدُّمَ فعـلَ لهـوٍ
وتحـقـيـقَ المُـنـى بالإلـتـهـاءِ
ولا اعتـبـروا العـدالةَ نهجَ ظلمٍ
يسودُ به الـرجالُ عـلى النساءِ
فـنَهْـجُ الحـقِ يحكـمُ بالتساوي
لمَنْ فَـهِـمَ الحـقـيـقـةَ بالسـواءِ
فـلا الأنْـثى بِشَـرْعِ اللهِ أدنى
ولا الذكَـرُ استُـخِـص بالاصطـِفاءِ
كـِلا الاثـنيـن في المبنى سـواء
ولكـنَّ التـفـاضـلَ في الإداءِ
فـمَـنْ أدَّى الأمــانـةَ بائـتـمانٍ
يُفـضَّـلُ في تشـاريعِ الجَـزاءِ
لأنَّ العـدلَ إنـصـافٌ وقـسـط ٌ
وليس العـدلُ من سـنـن العـداءِ