استغراب للعاصفة السياسية على وزير الإعلام قرداحي: ملتزم تماماً البيان الوزاري للحكومة وموقفي من حرب اليمن سابق لتعييني في منصبي
بعد العاصفة السعودية اليمنية ولبعض القوى السياسية اللبنانية، على وزير الإعلام جورج قرداحي على خلفية موقفه من الحرب في اليمن أدلى به قبل توليه الحقيبة الوزارية ومطالبته بالاستقالته والاعتذار، اعتبر قرداحي أنه «لا يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة من عدمه»، وقال «عندما يطالبني أحد الوزراء بالاستقالة أقول إنني جزء من حكومة متكاملة، ولا يمكنني اتخاذ قرار وحدي على الرغم من أنني لست طامحاً وراء المناصب وأضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح».
واستغرب خلال مؤتمر صحافي له عقب ترؤسه اجتماعاً للمجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع في مقره بالوزارة «أن المدافعين عن حرية التعبير والإعلام هم أول من بدأوا بالهجوم عليّ، ومنذ تعييني وزيراً حاولوا تصويري وكأني جئت لقمع الإعلام».
وأوضح أن «الحلقة التي أثارت الجدل أخيراً، جرى تصويرها في 5 آب أي قبل تعييني وزيراً بأسابيع عدّة» وقال «مواقفي في تلك الحلقة تجاه سورية وفلسطين والخليج هي آراء شخصية ولا تُلزم الحكومة، وبما أنني وزير في الحكومة أنا ألتزم بسياستها».
وقال قرداحي رداً على سؤال «أنا لم اخطئ في حق أحد. فلماذا اعتذر وأنا كنت واضحاً في كلامي ولم أتهجّم على احد. وعندما سألوني عن مواقفي خلال المقابلة، قلت أنا ضد الحرب العبثية وضد أي حرب بين الإخوة العرب والحرب في اليمن أصبحت عبثية والكثير من الإخوان في الخليج يعتبرونها كذلك وأنا قلت موقفي بكل محبة وكإنسان يشعر بالمعاناة والهموم العربية. فهذه الحرب مكلفة مادياً واقتصادياً وبشرياً ولم أقل إنني مع الحوثيين أو مع السعوديين أو ضدهم. فكلامي قلته بمحبة وليس بتحد أو عدوانية».
وأشار إلى أن اتهامه «بمعاداة السعودية هو أمر مرفوض» وقال «اختلفت سابقاً بالرأي معهم وخسرت عملي في MBC ولست ناكراً للجميل».
ومساء صدر عن قرداحي توضيح جدّد فيه تأكيده ما قاله في مؤتمره الصحافي، بأنه ملتزم تماماً البيان الوزاري للحكومة «الذي كنت مشاركاً في إعداده وسياسة الحكومة الخارجية، خصوصاً لجهة الحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، ولاسيما المملكة العربية السعودية ودول الخليج واليمن، التي أكنّ لهم ولشعوبهم عاطفة خاصة».
أضاف «أمّا بالنسبة للحديث الذي أجرته معي محطة «الجزيرة أونلاين» ، وبثته منذ يومين، فيعود تاريخه إلى الخامس من شهر آب أغسطس، في اسطنبول، اي قبل أسابيع من تشكيل الحكومة وكنت أدليت به بصفة خاصة»
وختم «تبقى مسألة الاعتذار، فأنا لدي الشجاعة الأدبية لأن أعتذر عن خطأ ارتكبته أثناء وجودي في الوزارة بصفة رسمية».
من جهتها، لفتت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان إلى أنه صدر عن قرداحي «كلام شخصي سابقاً قبل تعيينه وزيراً ونُشر (أول من) أمس، وهو لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية الذي عبّر عنه رئيسها في البيان الصادر (أول من) أمس، ولا بيانها الوزاري الذي يتمسك بروابط الأخوة مع الأشقاء العرب».
بدوره غرّد رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية عبر حسابه على «تويتر»، كاتباً «لكل رأيه السياسي وهذا بلد التنوع والحرية. أما المحاسبة فتكون حين يتولى الإنسان مسؤولية، وهذا ما حدث مع الوزير جورج قرداحي الذي عبّر عن رأيه وعن قراءته للأحداث حين كان خارج المسؤولية، والتزم لغة الدولة رسمياً حين تولّى المسؤولية مع احترام الدول العربية كافة، وبخاصة السعودية والإمارات».
من جهته، استغرب النائب السابق إميل لحّود حملة الاستنكار للكلام الذي أدلى به قرداحي قبل توليه المنصب الوزاري.
ولفت لحّود في بيان، إلى «أن ردة الفعل الخليجية على هذا الكلام كانت متوقعة، إلاّ أن المستغرب هو المزايدة اللبنانية، خصوصاً على الصعيد الرسمي». وسأل: «هل الدول التي شعرت بالإساءة بسبب كلام الوزير قرداحي وقفت إلى جانب اللبنانيين في السنتين الأخيرتين، أم هي عاقبتهم جميعاً، بمن فيهم من يصنّفون في خانة أصدقائها، بسبب عدائهم مع فئة منهم؟».
أضاف «لعلّ من المفيد التذكير بالمساعدات الآتية من العراق وبالموقف السوري في موضوع استجرار الطاقة وبالمازوت القادم من إيران وبمبادرات صينية وروسية، بدل التزلّف لدول تخلّت عن لبنان».
وتابع «نملك جرأة الإعلان عن أن موقف الوزير قرداحي ينسجم مع موقفنا، كما نملك الشفافية للقول إن من أوصل البلد وشعبه إلى التجويع، عليه على الأقل، أن يجيد تحديد الجهة التي عليه أن يتسوّل منها، كي لا يضيّع البوصلة، في التسوّل كما في السياسة».
وختم «من المؤسف أن «حفلة» المزايدات هذه تحصل على وقع الصفقة التي نشهدها على حساب دماء شهداء المرفأ والطيونة ومن يزايد في الدفاع عن دولٍ أخرى يسكت عن الدفاع عن حقوق مواطنيه وأمنهم».
من جهته، اعتبر رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، أن «ما تعرض له قرداحي من نقد هو كلام في غير مكانه»، مشيراً إلى أن «قرداحي شارك في صياغة البيان الوزاري الذي تطرّق إلى بناء علاقات جيدة مع الدول العربية وهو ملتزم به والمقابلة التي أُجريت معه سبقت تولّيه لمنصبه، ولبنان يحترم الحرية».
واعتبرت نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع أن المطالبة باستقالة قرداحي «أمر يمسّ السيادة الوطنية خصوصاً أن التعبير عن الآراء والمواقف السياسية حق كفله الدستور». ولفتت في بيان إلى أن «وزير الإعلام أوضح موقفه، مشدداً على التزامه سائر بنود البيان الوزاري الذي ينصّ على احترام الدول العربية وإقامة أفضل العلاقات معها وعدم التدخل المتبادل في الشؤون الداخلية لكل دولة».