صباحات

} 22-10-2021

صباح القدس للحقيقة تحرركم، ما أجملها، وقد جاء كبير السحرة يخبركم، وأراد أن يكحلها، فأعماها، وقد حاضر في العفة طويلاً، حتّى ارتكب بحقّها مستحيلاً، فجعجع الذي طبل وزمر لحياد ونزاهة القضاء، عاد يردد أقواله السابقة كمعتقل كالببغاء، ويقول ويعيد، ويزبد ويرتجف، ولو كان أمام محاور عنيد، لجعله يعترف، لكن الماشطة لا تنفع في تجميل الوجه العكش، طالما أن الأسئلة الناعمة يجيب عليها بالدفش، فبانت حقيقة هذا الزعيم الذي سيواجه المقاومة، وظهرت هشاشة حروبه الماضية والقادمة، فالحرب تخاض تحت شعار أكانت عسكرية أو سياسية؟ فهل هو الامتثال للقضاء ظالماً أم مظلوماً، أم قضاء غب الطلب؟ فسقطت الأطروحة الأساسية، بانفصام بات معلوماً، يغطيه حبل الكذب، فهو يرفض القضاء جهراً، ويقبله إن أمكن استعماله ضد حزب الله، وسيبقى يعيدها دهراً، إلى ما شاء الله، ولن يذهب ليستمع إليه القاضي، مرة لأنه مريض أو مش فاضي، كما سيقول غداً المحامي. لكن ما نفع تلفيق الشاهد إذا اعترف الحرامي، ولنتعلم كيف يمكن إسقاط مشروع بالضربة القاضية؟ يجب أن نحضر فيلم الكاركوز، أو حرب تموز، ففي الثانية حرب تسقط المشروع، وفي الأولى من أعد للحرب يفجر العبوة بنفسه وينفجر، كمن أراد أن ينتحر، ويفجر معه الجموع، فجعجع تكفل بتفجير عبوة القضاء التي بذل مشغلوه كل الجهود لإعدادها، ومنح عون وباسيل اعتراف الإستقلال عن حزب الله بعد سنوات اتّهام بالتبعية، فكيف يصل الحزب إلى طريق مسدود، والتيار في الوجود، طالما أن الحزب فشل قضائياً وحكومياً ورئاسياً، لأن التيار أفشله، فأي عبقرية جعجعية هذه في التذاكي من آخره وأوله. أما حزب الله فيسيطر على الدولة وعبر التيار، أو أنّ صاحب النص تافه أو حمار، وإلاّ كيف يمكن إغلاق الطرق بوجه الحزب، لأن المتهم بالتبعية له هو من أقفل الطريق عليه، وحكومة الحزب هي من أسقطته لحساب جعجع وأعادت الملف إليه، يا الله كم يسهل عليه الكذب، والأجر على الله، وكما كانت مصيبة واشنطن بشيا يوم تذاكت وردت على سفن كسر الحصار ذاك النهار، وردت على السيد بعد ساعة، أن حكومتها ستعلق العقوبات وتسمح بجر الغاز والكهرباء عبر سورية، وردوا في واشنطن أنها إشاعة، أو أن شيا فقدت في التفكير سوية، جاء جعجع وتكفل بكل التبخير والتبهير حول نصر حققه بفعل خطاب السيد، وأن الشارع المسيحي بات له بحكم المؤيد، وإذا به بضربة واحدة ينسف الحملة الإعلامية، ويكفي أن نستمع منه إلى جملة، لنشعر ببحة الصوت وخوف حتى الموت، ويروي أحد الظرفاء أنه تهيب يوم سمع بيوم سيرد فيه جعجع على السيد، فقرر أن يتفرغ للسماع ويضع قلماً وورقة ويقيد، ويقول أنه في الساعة المحددة كان جاهزاً، وأقفل الهاتف وباب الغرفة، ليسقط أي خلل يكون جائزاً، إن غابت عنه طرفة، ويختم الظريف فيقول: إنه لم يستطع الانتظار وجعجع يصول ويجول، فقد تدحرج الحكيم تحت القطار، وعلكته الدواليب بالعرض والطول، مستذكراً حكاية عن الإمام أبي حنيفة، أنه كان في درس علم مع تلامذته، وكان الإمام يمدّ قدميه أثناء الدروس للآلام في ركبتيه، وبينما هو كذلك في يوم من الأيام، أبلغوه أن أستاذاً يمرّ في المدينة ويرغب بحضور مجلسه، وإذ برجل صاحب لحية كثة وملابس بيضاء نظيفة، وكان مظهره يدل على الوقار والحشمة، وخشي أبي حنيفة أن يخطئ في حضوره بكلمة، فاعتدل، أبو حنيفة، في جلسته وضم قدميه احتراماً للرجل الذي جلس بين التلاميذ يستمع، وواصل تقديم الدرس حتى استأذن الرجل الوقور وسأل الإمام سؤالاً وعينا أبي حنيفة تلتمعان، وقال: متى يفطر الصائم؟!، للوهلة الأولى، خشي أبو حنيفة أن يكون في سؤال الرجل خدعة، فربّما يكون شيخاً عالماً كما سبقه الطلب ودلّ على ذلك مظهره.. فصاغ ردّه على القلم والمسطرة: يفطر الصائم حين تغرب الشمس.. فقال الرجل: وإذا لم تغرب الشمس في يوم من الأيام ؟! فعرف أبو حنيفة أن السمعة والمظهر الخادعين يخفيان جهلاً كبيراً رغم ظاهر المقام. ومدّ قدمه مرة أخرى وقال قولته المشهورة: «آن لأبي حنيفة أن يمدّ قدميه»، فمدوا أقدامكم يا سادة، وضعوا من تحتها وسادة، فالشمس لا يأتي يوم ولا تغيب إلاّ إن قامت القيامة وأتم كل صائم صيامه، وشمس مقاومتنا لا تغيب حتى يكون الإفطار مقدسياً، ويصير الأشرار نسياً منسياً، وموعدنا اليوم، مع إشراقة جديدة في موعد الغروب، كلمة حقّ تحسم بالسبابة عدة حروب.

} 23-10-2021

صباح القدس، للمواقف تأتي بثمارها، وللوقائع تقلب الحفر لتوقع بها حفارها، وقد أثبتت مواقف السيد أن بوصلة التحدي مع الكيان، بتثبيت موقف حاضر للمقاومة في لبنان، يمنع العبث بثروة النفط والغاز، ولا يضيع في متاهات صدور مرسوم أو هوية مبعوث ويحول الأمر إلى ألغاز، فالأمر لا يحله لغو الكلام ولا وهم نفط وغاز للسلام، بل تحله الصواريخ، التي تكتب اليوم التاريخ، وإرادة المقاومة، التي تحفظ الحق من خطر المساومة، وهذا معنى ثمار المواقف ووضوح البوصلة، رغم كل الضجيج والمستنقعات الموحلة، فبعد سفن كسر الحصار تعرف المقاومة مهمتها، ولا تفت في عضدها أحداث أو تفتر همتها.  والعنوان هو رسم الخطوط الحمراء أمام المحتل، وليس التنظير من فوق التل، وهذا معنى الرسالة المتفجرة في التنف، وما تلاها حول التنقيب بالتزامن من محاسن الصدف، فضربة على خد اليمين بالطائرات المسيرة، وضربة على خد الشمال بالرسائل المشفرة. ولن يفيد معسكر الثعالب، الرهان على الخداع والتلاعب، ففشل اللجنة السياسية السورية في التفاهم على صيغ الدستور، لأن تركيا تريد تعقيد الأمور، أملاً يوقف الهجوم على إدلب، لكنها بعد كف قريب سوف تقلب، كما كف حلب، والكلمة لمن غلب، ولن يفيدهم تسويق قنوات المال المسموم، وترداد كلامها دون تدقيق، حول تفاهم بين بوتين وبينيت على تواصل الغارات، وموقف روسيا مليئ بالإشارات. فالبيان يتحدث عن خلافات كثيرة، دون توضيح المضامين، ولم ترد فيه إشارة صغيرة لما جرت عليه العادة. فمن أين جاءت تحليلات المخدوعين والمخادعين، عن موافقة روسية على انتهاك السيادة؟ وهل صار نصاً صالحاً ما تردده معاريف، وصار بوتين مجرد متحدث على الرصيف؟ بينما كلام وزير الدفاع، المسؤول عن جيش الاحتلال، يشير إلى عكس ما يذاع وما يشاع، وفيه مضمون عكس ما يقال.  فالشيطان هو إسرائيل، والشيطان يكمن في التفاصيل، وفي التفاصيل أن وزير دفاعهم قال كلاماً جديداً هذه المرة، فلم يعد الحديث عن مواصلة الغارات على سورية لاستهداف سلاح المقاومة ووجود إيران، بل عن العمل على توجيه ضربات للإرهاب في كل مكان. وهذا تعميم للهروب من التخصيص، ودليل على الوقوع في حيص بيص، وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا قبل أن تصيبوا قوماً بجهالة وتصيروا على ما فعلتم نادمين، والجهالة كثيراً ما تخدم ما تريده العمالة، ويسهل إيقاعها بألف كمينز ونصل إلى الحديث عن الحفر التي تأكل أصحابها، فإذ بها تفتح لهم أبوابها، وقد رموا بثقلهم في الداخل والخارج، لخطة دعم المحقق بيطار، وسدوا الباب لكل المخارج التي تصحح المسار، وإذا بمجزرة الطيونة وما سال فيها من شهداء، تكتب بالدم معنى الحقيقة والرجاء، فبدم الذين استشهدوا طلباً لتصحيح التحقيق، جلب جعجع بدعوة قضائية للتدقيق، وصار على الأميركي أن يختار، بين أن يحقق مع جعجع وربّما يطير، أو أن يتقبل بسبب الرفض أن يطير البيطار. فالحفرة لا تتسع لكليهما، والفكرة يجب أن تنطبق عليهما، أن تدعم القضاء بلا شروط، أو أن تدعم القضاء المشروط،  وشروط تصويب مسار التحقيق في المرفأ، أوضح وأقوى وأعدل وأشرف، من شروط جعجع للمثول المستحيل، والفارق بين تورط جعجع ونقاء المقاومة، يحول دون معادلة المقايضة والمساومة، فهاتوا ما عندكم في المسار القضائي الصحيح، وسترون جعجع كالديك يصيح، وتظهر الحقيقة في المرفأ بلا عثرات، وتعثرون على مَن جاء بالنترات، ومَن حفر حفرة بنية السوء وقع فيها، والدماء تنصف الحقيقة وتكتب الحق ما دام وراءها من يحميها.

} 25-10-2021

صباح القدس. لواثق الخطوة يمشي ملكاً، ثابت على خطّه لايحيد، ولعزمه تنحني الجبال، الأحداث في كفه، كغيمة هارون الرشيد، لو سارت فلكاً، فإليه مصيرها والمآل، يلاعب الوقت والاحتمالات ويختصر، فكيفما دارت، يقف على خط المنتصر، ويحكم المسارات، فمع كيان الاحتلال يقيم المعادلة، جربوا الحرب وعليكم المحاولة، أو تراجعوا أمامنا، هكذا في سفن كسر الحصار، ومثلها مع الهجوم على قاعدة التنف يقول للأميركي، تعالوا إلى المنازلة، أو تقبلوا المعادلة، فلكم الاختيار. أما في اليمن فمعادلة الأنصار واضحة في مأرب، تقدم يومي في الميدان أو إعلان فكّ الحصار، ومثلها في إدلب، ضربات موجعة، أو تغيير المسار، ولمن يتوهم أن محور المقاومة مأزوم في العراق، لا يقرأ الأمور الدقيقة، ولا ينتبه أن الخيارات صارت بين أن تطير الانتخابات، أو تعود إلى نصابها الحقيقة، فلا مجال للتلاعب بالأوراق، ولا لتدوير الزوايا، ولا للخداع والنفاق، والتستر وراء الخفايا، فكل شيء معروف وكل شيء مكشوف، وإلاّ عدوا كل الصناديق، بحضور المراقبين، وعندها يتم التصديق ونعرف الفائزين، وتبقى قضية القضايا، ومصير الملف النووي، والمحشور في زاوية، هو الأميركي وأصحابه، حيث لا حل تسووي، والتخصيب يتقدم في ألف حاوية، وعلى الأميركي أن يبكي مصابه، فلا الحرب خيار جدي، ولا الضغوط تجدي، ومعادلة الوقت لا تعمل لحسابه، وكل يوم يجعل إيران أقوى، وتسير الرياح بما لا يهوى، وإن قبل الشروط، ضاعت عليه في المنطقة كل الخيوط، فقد فرص الضغط في اليمن، أو إشعال الفتن، وهو يعتقد أن إبقاء العقوبات والأموال المصادرة، يبقيه في موقع القوة في المعادلات ويبعده عن المخاطرة، بينما تقول الوقائع، إنه رغم التخمة فهو الجائع، والوقت ليس في صالحه، وهو يخسر مصالحه، وفي معادلة الربح بالنقاط أو الضربة القاضية، صار لا يحسن التقاط اللحظة الآتية، يتخبط وهو محبط، فيلعب في لبنان ورقة لاغية، فإن أراد إنعاش التحقيق أو الحرب الأهلية، يسقط معه كل الفريق الذي شغله بحملته الغبية، فلعبة الطيونة للفتنة المجنونة انتهت باستدعاء جعجع، والقبول بالمثول يعني أن الحلف تضعضع، والخطر كبير أمام الوقائع التي تدينه، وإن تم الرفض والصراخ من كل مرجع، بأنه خط أحمر ولا للمثول أمام القضاء، سقطت كل ملاحقة وسقط كل استدعاء، ومعادلة اليد العليا باتت واضحة، أن محور المقاومة رابح رابح، وأن الأميركي خاسر خاسر، فيترك محور المقاومة للأميركي حرية الاختيار، لينتقي نوع الخسارة، بين نصر كاسح، أو نصر بالنقاط، لا فرق، طالما القضية ليست مرابح بل حرب، لا تجارة.  فالمهم في الحرب مَن يتقدم. ومِن حسن الحظ أن يكون العدو أحمق، فهو لا يتعلم، ويدخل كل يوم مأزقا، وكلما ظن أنه يكتشف مخرجاً، يجد نفسه محرجاً، فهو عالق في متاهة، وعقله يزداد بلاهة، ورغم أنف المبهورين بالعقل الأميركي وبراعة التخطيط، فالعقل الذي يرسم باليقين الاستراتيجي والتكتيكي يعرف كيف يخيط، ألف قطبة مخفية، ومناورة خفية، ويفاجئ باتقان ويفوز في كل امتحان، ويكفي لمعرفة الفوارق مقارنة بوتين ببايدن ونصرالله ببينيت والأسد بأردوغان، أما الصين فلا تحسبوها ومثلها الخليج، كي تقارنوا بأمانة، وتعرفوا أن الضجيج لا يعفي من خيانة

} 26-10-2021

صباح القدس لانقلاب السحر على الساحر، رغم بهلوانيات صاحب المجازر، فقد انكسرت موجة الترويج للتحقيق بلا شروط، عندما أعلن الساحر أنه لن يمثل أمام القضاء إلاّ بشروط، ووقع أصحاب الحملة بشرّ أقوالهمز فكيف عندما يقعون بشرّ أفعالهم؟ والإفادات الموثقة، والاعترافات المرفقة، تفيد بما هو أعظم، أنهم دبروا فتنة مكتملة، والله أعلم، وأنه لولا الحكمة والتدبر لوقعت مقتلة، لا مكان بعدها للندم، فماذا عساهم يفعلون؟ مهما تفلسفوا، فمشكلتهم مع قاضي التحقيق الذي كان محققاً عدلياً من الصوان، ينادون بنزاهته وانتسابه لفينقيا الأرجوان. فكيف سيقولون اليوم إنه انقلب من الأحمر إلى الأصفر، وصار ينفذ مخطط الفرس ضد الأعراب، وعضواً في منظمة تتآمر على معراب؟ فتركيب المسرحية صار مسخرة، على الرغم من كل المواهب المسخرة، فهي لا تنفع حتى للمرح، ولا تركب على قوس قزح، ولا تعويذات بطرك ولا نداء مطران، تصلح المفبرك وتحل مكان القطران. فما فسد قد فسد، ولو أقاموا لأجل جعجع البلد، فلا يصلح عطار ما أفسده الدهر، ولا تحاضر في العفة من ضبطت متلبسة بالعهر، أما الطامّة الكبرى فإنهم ، ليل نهار، يدعون لسلطة سلاح الجيش ويشيدون بالمناقبية. فكيف سيصير الشعار، أن تحقيقات الجيش انقلابية؟ وكيف تركب معادلة طريق اليرزة لن تروه مجدداً، مع نظرية كلنا للجيش ووحده عنوان السيادة مؤكداً؟ والمهم أن الجيش وأصحاب القضاء ليسوا كالمحقق العدلي في باب اجتهاد الدستور، حول الصلاحيات، ولا التباس في الأمور، وأساس الملاحقات، فالقضية ليست تقصيراً في الوظيفة، ولا من يحاكم الرئيس والوزير، على الإهمال والتقصير، إنها قضية أوامر بالتحرك للقتل العمد، والتموضع في ساحة الجريمة، ولولا وجود الاعترافات وداتا الاتصالات، لما تحرك الملف أصلا، فلا القضاء والجيش راغبان في فتح الملف عن قصد، وكانا يفضلان سردية الإشكال لا المجزرة، والجريمة المدبرة، لكنهما لا يملكان التراجع أمام الوقائع، وإلا صارا متهمين بالمسؤولية عن الدم والحق الضائع، وليس صحيحاً ما يقال عن مقايضة رأس جعجع برأس البيطار، فواحد مجرم والآخر سمسار، والمطلوب واحد، أن نفتح الكتاب ونقرأ النصوص الواضحة، فليس العدل بالانتقام واستغلال فرصة سانحة، بل بالملاحقة وفقاً للحقائق، وأن تعلو لغة الضمير على الغوغاء، ولغة الحق على البيع والشراء، ومن كان مذنباً فليلق الجزاء، والمقاومة من جهتها ترفع عن كل مرتكب كل غطاء، وتقول تعالوا إلى القانون كلمة سواء، فتربح معركة التفوق بالأخلاق، وتقول أن التقاضي لا يكون بالتراضي، لكن الحق لا يكون بالاستهداف مرة ومرات بالتغاضي

} 27-10-2021

صباح القدس للدماء الطاهرة والعين الساهرة والإرادة القاهرة، إذا اجتمعت ثمارها أينعت، فأخرجت وتدحرجت، ترسم الحقائق الجديدة، وتفرض الوقائع العنيدة، وعلى نصالها تكسرت، كل الحملات القريبة والبعيدة، فهذا ما تقوله جولة الراعي، بارتباك جبهة الأفاعي، والدعوة للبحث عن مخرج، والكل بات في مأزق محرج، لا قدرة على مواصلة حملة البيطار، والدعوة لتمنع جعجع. إذاً فبيع رأسه يريح الاحتجاج، ويخفف الإحراج، ويتيح التفرغ لحماية رأس الحربة من الملاحقة، طالما أن الثمن سيكون بوقف الحملات المنافقة، الداعية لدعم القاضي ليس طلباً للحق وحسن التقاضي، ولا لوجه الله، بل طلبا للتصعيد بوجه حزب الله، وقد صار لا بد من التراجع، لإعادة ترتيب الأوراق، ولا بد من التواضع، في فهم الموازين والسياق، فلا يمكن خوض الحربين معاً، حرب حماية جعجع من المثول، وحرب التصعيد وراء بيطار ضد حزب الله. فالتضحية بالبيطار واجبة، وتخفف الأثقال، وتتيح الانتقال، إلى حماية رأس الحربة، من تلقي الضربة، والكل يعرف أن لا مقايضة لدى فريق المقاومة، وأنه على الدماء تحديداً لا مساومة، لكن التخفف من عبء الحملة القائمة على الانصياع لطلب القضاة، يسهل الحديث عن تمييز المقامات، ويسهل على الرعاة، تغيير الحسابات، فالتسليم بخسارة معركة، خير من الفشل الشامل، والعنوان في الخسارة، يخفف الإحراج بالمقابل، وهذا يجب أن يكون مفهوماً، وأنه بلا وعد من أحد، ولا التزام، وبأن تتوقف الملاحقة، وهو مجرد رهان مقامر، على خلط أوراق، وتهدئة المناخات، وتخفيف الاحتقان في البلد، عن المرحلة السابقة، والخيار المغامر، وإعلان فشل، بعد كل ما حصل، فصارت دماء الطيونة، فضيحة الخطة المجنونة، تحاصر من أراد الحصار للمقاومة، تعيده من الانتحار إلى خطة المياومة، بلا ضمانات، ولا وعود، فالدماء أمانات، لا تعرف البرود، وتبقى ساخنة على الضمائر، أما الذين حولوا دماء انفجار المرفأ إلى رصيد للمضاربة، مع شركات التأمين، ودفاتر محاسبة، مع السفارات والمشغلين، فقد لقوا نتاج أفعالهم، ووقعوا بشرور أعمالهم، وهذه بداية الإعلان عن أن التوازن الحاكم لكل عارف وعالم،، قد تبلور باعتراف الراعي، بما يستدعي بدء المساعي، لتكريس حضور المقاومة، في المرحلة القادمة، وتجنب التصادم، وسحب الشعارات بقوة التقادم، وإبعاد دعوة الحياد عن البلاد، فكل عدة الشغل ورموزها تحتاج الصيانة، وقد ثبت عقمها وعجزها عن توفير الضمانة، لتغيير المعادلة، رغم أكثر من محاولة، وصار الخطر داهماً، بتصعيد خطير، لا يعرف أحد كيف ينتهي؟ طالما أن الريح لا تجري كما يشتهي، صاحب المشروع، فخير الطرق الرجوع، ورحم الله شهداء المرفأ وقد لعبوا بدمائهم، لعبة الخيانة، ورحم الله شهداء الطيونة ومَن صانَ عطاءهم، فقد حفظوا كأمانة، وهذا هو الفارق بين المقاومة والمقاولة، وبين الأصالة والعمالة

} 28-10-2021

صباح القدس لجورج قرداحي، وخلي القلم صاحي، ففي زمن الرقــيق، أن أوان القلم ليستفــيق، فاكتــبوا وغردوا، أن الحق حصحص، والباطل زهق، لكن يجــب الانتباه وعدم الاشتباه، بأن القضية ليست قضية تصريح، بل قضية الوطن الجريح، فهي حرب استرقاق للبنان، ومحاولة لإقامة الميزان، لحساب معراب، وحول مأرب، فيفتح الحساب لألف مأرب، وصاحب الحــملة يدرك أن الفتــنة الفاشلة، قد تصبــح طلقــة قاتلة، وأن الحرب الميؤوسة، التي استــهلكت فلوسه، دخلت إلى اللحظة الصعبة، والنصر صار على العتبة، والأنصار يحتــفلون، فالقبائل في مأرب تفاوض على السلاح، لتفادي الاجتياح، وينضم أبناؤها إلى المحتفلين، بالنصر المبين، ولأن في لبنان مقاومة، يراهن المهزوم والمأزوم، على المساومة، فهو يعلم أن هناك نفوســاً ضعيفة، يبحث كل منها على رغيفه، والرغيــف ليس خبزاً على الدوام، فقــد يكون منصباً أو مكسباً، أو مطلباً، فيصير اليد التي توجع الوطن في كرامته، وتجبره بطول قامته أن يحني هامته، طالباً الصفح عن جرم لم يرتكب، وتؤدي شرائط الولاء الذليل، فتأتي المطالب من حيث لا تحتسب، كفوا عن ملاحقة دم القتيل، فمعراب خط أحمر، أو دعــوا حزب الله يقول للأنصار: مأرب مقابل بقاء الحكومة. وهم لا يعلمون أن هناك طيونة واحدة ومأرب واحدة، لكنــنا نطوي كل يوم حكومة، فليأخــذوها إن كان الثمن ما يرمز للكرامة، وليبلوها ويشــربوا من مائها، إن هــددوا بهدر دمائها، أما الرهان على جعل قــرداحي، من بين الأضاحي، فليــس من شيم الأباة القبــول، وما قال إلا الحق، والحق فيما يقول، فأوقفوا حربكم العبثية، تلك نصيحة بجمل، وقد قال لكم مــن قــبل لا تخاصموا الأسد، فأقمتم الدنيا عليه طلباً للاعتذار، ولم يعتذر، ثم اعتذرتم أنتم، وذهبــتم إلى البلد، الذي لاعب الأقدار، وانتصر، فلمَ تعيدون الكرة، مئة مرة، ولا تتعلمون، أن الحقد والعنجـــهية أسوأ صانع للقرار، وأن لا جدوى من معاندة الأقدار، وأن صديقاً نصوحا بألف منافــق، وأول العقل أن تعرف من تصادق، فلم تفضلون الرقيق على الصديق، وتمسيح الأحذية بألسنة المنافقين على سماع قول رصين، كنعامة تدفن رأســها في التراب، وتكشف قفــاها، وتظن أنها دخلت من الباب، وأن لا أحد يراها، والحقــيقة بائنــة، أن الكرامة لا تعادلها الأموال إلا عند الذليل، وثمة من لا تشترى كرامتهم إلا بدمائهم، والأمر لا يحتاج إلى دليل، لأن الكرام شربوا الكرامة مع مائهم، أما الأذلاء فلهم قــرص في كل عرس، ينادون من تزوج أمهم بعمهم، لا تهمهم مقولة عرب أو فرس، يقفون مع الواقــف ويعرفون من سيــمائهم، لا ينفعون في العير ولا النفير، إطعامهم حرام، وأسوأ الأنام، وخير من إطعامهم إطعام البعير.