الأمة الميتة كاللغة الميتة لا تحادث أحداً ولا يحادثها أحد
} يكتبها الياس عشّي
(اليوم الرابع)
(…) الأمم الحيّة لا تجعل من هزائمها محطاتٍ، ولا من انتصاراتها بحيراتٍ ساكنةً، وإلّا صارت الهزائم ثوابت يصعب تجاوزُها، وتحوّلت الانتصارات إلى ذاكرة مستنقَعة.
الأمم الحيّة تحوّل هزائمها إلى ردّات فعل قد لا يكون للعقل شرف هندستها، ولكنها تخلق مُناخاً قوميِّاً ووطنيّاً على مِساحة الأمّة كلِّها، فيولد آلهة من البشر أمثال وجدي الصايغ، وخالد علوان، وسناء محيدلي، ونورما أبي حسّان، وعلي طالب، ولولا عبود، وأطفال الحجارة، وكلّ أولئك الذين آمنوا، وما زالوا، أنّ «الدماء هي ملك الأمّة»، وأنّ في هذه الأمة «قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ».
أمّا الأمّة الميتة فهي كاللغة الميتة، لا تحادث أحداً، ولا يحادثها أحد، ولا تفتح كوّة للمستقبل.
وعلى الرغم من كلّ ذلك، ما زال أكثر العرب «يهرولون» لإقامة «استسلام» مع الكيان الصهيوني. وفجيعة الفجائع أنّ «إسرائيل» لا تريده، حتى الاستسلام لا تريده إلا إذا قبل العرب بهيمنة مشروحة بالتفصيل في «توراتهم» و «تلمودهم» و «پروتوكولات حكماء صهيون»!