الحسنية: الجزائر ضحّت بالكثير وثورة الفاتح من نوفمبر توّجت النضال بدحر المحتلّ وتحقيق الاستقلال
ألقى ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي كلمة رئيس الحزب وائل الحسنية في احتفال العيد السابع والستين لثورة «الفاتح من نوفمبر» في السفارة الجزائرية في بيروت.
وجاء في الكلمة: نبخس الجزائر حقها إذا ما تمسكنا بوصفها ببلد المليون ونصف المليون شهيد. فهذا العدد الضخم من الشهداء يبقى متواضعاً إذا ما عرفنا الحجم الفعلي للتضحية التي بذلها الشعب الجزائري الشقيق.
فما بين الخامس من تموز/ يوليو عام 1830 تاريخ احتلال الجزائر من قبل المحتلّ الفرنسي، وبين يوم تحريرها في التاريخ ذاته من العام 1962، مئة وإثنان وثلاثون عاماً ردّ خلالها إلى وطنه الجزائر وديعة الدم ثمانية ملايين شهيد على أقلّ تقدير، فيما قدّر مؤرّخون عدد الشهداء بإثني عشر مليونا.
ومع حفظ حق كلّ جزائري قاوم الاحتلال الفرنسي، يبقى لثورة الفاتح من نوفمبر التي اندلعت في العام 1954 الوهج الأكبر. فهي التي توّجت نضال الجزائر بتحقيق الغاية الكبرى بالاستقلال ودحر المحتلّ الفرنسي الذي عاث نهباً وتقتيلاً في البلاد.
هي ثورة منع المحتلّ الفرنسي عمن اعتقلهم من الثائرين الورق والقلم، فما حال ذلك دون أن يكتب مفدي زكريا بيده اليمنى على حائط زنزانته في معتقل «بربروس» أن يكتب بالدم القاني المنساب من يده اليسرى…
قـــسماً بالنازلات الـماحقات
والـدماء الـزاكيات الطـــاهرات
والبــنود اللامعات الـخافقات
في الـجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثــرنـا فحــياة أو مـمات
وعقدنا العزم أن تـحيا الجـزائر
فاشهدوا.. فاشهدوا.. فاشهدوا
في العيد السابع والستين للثورة الجزائرية، نوجه التحية إلى أرواح رمضان بن عبد المالك، باجي مختار وبلقاسم ڤرين وكلّ الشهداء الذين ارتقوا ليرتفع علم الجزائر، إلى جميلة بو حيرد وكلّ أسير أفنى سنين عمره في معتقلات الاحتلال الفرنسي لتنتصر الجزائر.
والتحية موصولة إلى كلّ أبناء الشعب الجزائري الشقيق على مواقفه المشرّفة الثابتة على امتداد السنوات.