وطنُ الشُموخِ الدائمُ
} يوسف المسمار
لا يَسْـلمُ الـوطنُ الجـريـحُ لأهـلـهِ
إلا إذا نـارَ البُطُـولـةِ أضْرَمـوا
وتَسَـلَّحـوا بالـوَعيّ في إيـمانهـمْ
وبكُـلِّ ما يَقْضي الإبـاءُ تـقـدَّمـوا
واسْتَهْـدفـوا المُـثُــلَ العليّة َمثلمـا
قـِيَمَ الإصالةِ والشُموخِ اسْتَـلْهموا
وتَطَوّعـوا بِـدَمِ الفـِدى وطَـهارهِ
وتنافسوا بنُبـوغِـهـمْ وتَـزَاحَـمـوا
وتَعَـاظـمَ الإيمانُ في وجْـدانهـمْ
وفُـنُـونَ تَـرْقـيةِ الحـيـاةِ تَعَـلَّـمـوا
وتَـمَـرَّسـوا الإبْـداعَ في تفكيـرهـمْ
والقَوْلَ والعَـمَـلَ الشريفَ وعَمّموا
واسْتعـمروا قِـمَـمَ السُـموِّ مـدارجاً
وحُـقـولَ مـا بَـعْـدَ السـماءِ تقاسموا
وإلى عُـروشٍ لا تُـطـالُ بغـيـر ما
أعطى الإلهُ مِـنَ المواهِبِ قدْ سَـموا
وهُـنـاكَ في حُـضْنِ الإلــهِ تألَّــقـوا
واسْتأنسوا وتسـامـروا وتَـنَـعَّــمـوا
وبـنَـهْـجِ كُـلِّ فـضـيـلـةٍ للهِ ربِّ
العالميـنَ عـلى المـناقـِبِ أسْـلَـمـوا
فتـوقَّـفَ الزَمَنُ الـرديءُ ليَـبْـتـدي
زمنٌ بـروحِ المـبـدعـيـنَ يُـقَـيَّــمُ
وتَعَطّـلتْ ألحـانُ تاريخِ السُـفـولِ
بنهضةِ الواعينَ ألحانَ العُلوِّ تُـنَغِّـمُ
وتَفـتَّـتَتْ صُـوَرُ الحقـارةِ عـندما
رُسُـلُ الكرامةِ بالـدماءِ تَكَـرَّمـوا
وتـَدمَّـرتْ دُنـيا الفسادِ بما قَضَتْ
روحُ العـدالةِ فاستـقـامَ الأحكَـمُ
فبِـكـلِّ ذلك نستعـيـدُ شُـمـوخَـنـا
وشُـمـوخَ أمتـنا الـذي لا يُـثْـلَـمُ
إنَّ الســلامَ لأمـةٍ في أرضـهـا
بـدمِ الضحايا والجماجمِ يُـرْسَم
يا أهلنا دَرْبُ الشُمـوخِ عـزيـمةٌ
بمضائها منْ كـلِّ ويـلٍ نُعْـصَـمُ
كـونـوا كما دينُ التسامي يقـتضي
حـرباً على كل الطُـغاةِ لتَـغـنَموا
ما خافَ من شرِّ الطُغاةِ سوى الأُلى
بـنذالةِ العيشِ الحـقـيـرِتَـقَـمْـقَـمـوا
لا مَـجْـدَ للأحْــرارِ إلاَّ عِـزُّهُــمْ
في أرْضِهم حَيْثُ الحياةَ تَنَسَّموا
إن النُـفـوسَ بـدون عِــزٍّ شـأنهـا
شأن البهائمِ في الزرائبِ تُلجَمُ
أرضُ الطهارةِ أرضُنا سنصونها
بـدمائـنا مهـما الأعـادي أجْـرَموا
أرواحُــنـا أبـداً لـعـزةِ شـعْـبـنا
فـي كُـلِّ ســاحٍ للجـهــادِ تُـقَــدَّم ُ
بحـجارةٍ حُـفِظَـت كرامةُ شعبنا
فإذا الحجارة ُ خـَيـرُ من يـَتَـكـلـمُ
وبـنخـبـةٍ بجُسومهـمْ ، لبـنانُـنـا
قد صارَ ملحمةَ الصمودِ يُجَسِّـمُ
وبفـتيةٍ في الرافـدين تـزوبعـوا
دَكّوا التغطرسَ والتجَبُّرَ هـَـدَّموا
واليـوم في الشـامِ الأبـيةِ ينـتهي
زمنُ الطغــاةِ ويستكيـنُ ويُهزَمُ
هي سُـوريا لا غيرها من قـالَ
للتاريخِ سَجِّـلْ ما أريـدُ وأحْسمُ
وطنُ الكـرامةِ سوريا وبدونها
لا شيء في هذا الوجودِ مُكَرَّمُ
وطـنٌ بنـيْـنا بالقـلـوب ِسياجَهُ
تـتـحـطـمُ الـدُنـيا ولا يَتَحَـطَّــمُ
وطـنٌ رَويـنا بالدماءِ تُـرابَـهُ
سيَظـلُّ يَـنبضُ بالحياةِ ويَفْـعـمُ
وطنٌ شـريعتُه الهـدايةُ والفِـدى
لا يَـنحَــني أبـداً ولا يَـتَـقَّــزَمُ
وطنٌ عُـقـولُ المبدعينَ تصونُهُ
هيهاتِ يوماً بالخُمول يـُحَـجَّــمُ
وطنُ نُـفـوسُ الأقـويـاءِ فـداؤُهُ
أبداً يَـظـلُّ إلى العُـلى يَـتـقــدمُ
وطـنٌ زنـودُ الصادقينَ زُنودُهُ
للمنتجينَ هُـوَ الشعاعُ المُـلهـِمُ
وطنٌ عيونُ الناهضينَ عيونُهُ
بغـرامهِ النـصرُ الكَـبيرُ مُتَـيَّـمُ
وطنٌ مُحَـمَّـدُه التُـقى ومَسيحُـهُ
لا، لا يصيرُ إلى الفناءِ ويُـعْـدَمُ
وطنٌ ملائكةُ السماءِ شُموسُهُ
سطعتْ عليـه وباركته الأنجُـمُ
وطـنٌ بـه اللهُ العظيمُ قضاؤُهُ
خَـتَـمَ النـبـوغَ فبالنبوغِ يُـكَـرَّمُ
مـا دامَ في وطنِ النبـوغِ أعـزةٌ
فالمجدُ يشمخُ والتفوُّقُ يَـعْـظُـمُ
لا، لن نهونَ ولن تضيعَ حقـوقُـنا
فَلِصَوْنِها حـِمَـمَ المنايا نَـقْـحـمُ
نحنُ اعـتـنقـنا في الحياةِ عقيـدةً
بسـلامهـا كُـلُّ المكارمِ تَسـلـمُ
فـوُجُودُنا وحياتُـنا ومصيرُنا
في غيـرِ أبـراجِ المعـالي بَـلْغَـمُ
وطنُ الشُمـوخِ شُموخُـنا ولعـزِّهِ
نحنُ الحُسَامُ ونحنُ نحنُ المِعْصَمُ
فَبِـنا الشُموخ ُبِـصِدقنا وصراعنا
وفـدائـنا تـصفـو الحياةُ وتَبْـسِـمُ
نحنُ الحيـاةُ ونحنُ أبنـاءُ الحيـاةِ
وهَـمُّـنا مَـجْـدُ الحـيـاةِ الأدوَمُ
للحَـقِّ نـبـقى والجهــادِ، فإنـما
بجهـادنا وَطَـنُ الشموخِ يُعَـظَّـمُ
أبداً نسيرُ إلى الأمامِ على الهُـدى
وبـكُـلِّ أسْـباب العُـلى نَـتـحَـكَّـمُ
فـلقـدْ بـَدأنـا العـِزَّ في إبـداعـنـا
وبكُـلِّ مـا يـَسـمو السموُّ سَـنَخْتِمُ
يا أيهـا الـرفـقاء إنَّ شُـمـوخَـكُـمْ
بشـمـوخِ مـوطنـنا يُصانُ ويَسلَـمُ
إنَّ الشُــمـوخَ كَـرامةٌ أركانُهـا
وطـنُ الأمـانِ وأمـةٌ تَـتَعـاظَـمُ
نـورٌ يـُطـاردُ عـتمةً ومَـواكِـبٌ
تَمـشي إلى ما لا يُـنـالُ ويُعـْـلَـمُ
هي سوريا روحُ العطاءِ وضوؤُهُ
ما اخـتـلَّ روحٌ بالضياءِ مُجَسَّـمُ
هي سـوريـا نبعُ الحـيـاةِ تَـدفُّـقـاً
أبــداً بأســرار الألـوهـةِ تُـلهـمُ
هيَ ســوريا أمُّ المنارات الـتي
لـنْ تـنطـفي أبــداً ولا تـتعـتَّـمُ
هيَ جـنّـة الأمـمِ التي إلاًّ بـهـا
لا تُـدرِكُ الملكوتَ أو تَـتـنعَـمُ
هيَ سُوْريا الزلزالُ في أحشائها
من عانـدَ الزلزالَ خارَ ويُـعـدمُ
زلـزالُ سُــوْريَّـا حـضارةُ أمةٍ
هيهات تَخْضَعُ للسقوطِ وتُهْـزَمُ
لا حقّ للأنذالِ في وطنِ الشُموخِ
فحـظُّهُـمْ أبـدَ الـزمـانِ جَـهَـنَّـمُ
فَمَنْ ابتغى نِـعَـمَ الإلـهِ فسـوريا
هيَ في الوجودِ إلى السماءِ المَعْلَمُ
من لا يَـعي هـذي الحقيقـةَ جاهـلٌ
سـيمـوتُ مَـخْـبـولاً، ولا يَـتَعلـمُ
فبسوريا بـَدأتْ حَضَاراتُ الـدُنـا
وبسوريا وطـنُ الحضارةِ دائـمُ
هيَ سوريا وطنُ الشُموخِ ورُوحُهُ
إلاَّ بـهـا قِـيَـمُ الهُـدى لا تَسْــلـمُ