ميقاتي في مؤتمر غلاسكو: لبنان يواجه تحدّيات جمّة
أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن «لبنان يواجه تحدّيات جمّة، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية والمصرفية والمالية، ناهيك عما نتج عن وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت وتبعات الأزمة السورية المزمنة».
وشدّد في كلمة له في «مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغيّر المناخي (COP26) في مدينة غلاسكو في اسكتلندا، على أن «العواقب المناخية السلبية ستزيد من حدة هذه التحديات على لبنان وتضاعفها، وستعيق أي تحسّن في وضعه الاجتماعي والاقتصادي». ولفت إلى ان «تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يقدّر إجمالي كلفة التغيّر المناخي على الاقتصاد اللبناني بنحو 16 مليار دولار أميركي بحلول العام 2040»، مؤكداً أن «لبنان في طليعة الدول التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة البشرية والبيئية، وهو شريك داعم للجهود التي تُبذل على الصعيدين الإقليمي والدولي للتصدي للتغيّر المناخي».
وكان ميقاتي التقى على هامش المؤتمر، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بحضور وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى.
وجدّد بلينكن في خلال الاجتماع، «دعم استمرار جهود الحكومة في إعادة الاستقرار وتحقيق التعافي الاقتصادي والمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي وصولاً إلى تنظيم الانتخابات النيابية». وأكد «مواصلة دعم الجيش والقطاعات التربوية والصحية والبيئية». ونقل «الأهمية والعاطفة الخاصة التي يكنها الرئيس الأميركي جو بايدن للبنان ولاستقراره وتعافيه، تمهيداً لنهوضه من جديد».
وعرض ميقاتي بدوره، مقاربة الحكومة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان «رغم الظروف الصعبة على الصعد كافة». كما عرض لـ»التحضيرات الحثيثة لإطلاق الخطة الاقتصادية وبدء التواصل مع صندوق النقد الدولي»، طالباً «دعم الولايات المتحدة لهذه المسار».
وكرّر ما كان أبلغه أول من أمس إلى بايدن من «شكر وتقدير لتعيين اللبنانية الأصل إبنة مدينة طرابلس سارة منقارة مستشارة رئاسية خاصة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة».
كذلك، تحادث ميقاتي مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بشأن العلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة المتحدة والدور البريطاني في دعم لبنان، لا سيما في عملية النهوض الاقتصادي.
واجتمع مع رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة وبحث معه في العلاقات الثنائية. ووعد رئيس الوزراء الليبي بـ«إيلاء موضوع استيراد التفاح اللبناني أهمية قصوى».
والتقى رئيس وزراء كندا جاستن ترودو وبحثا العلاقات الثنائية. وشكر ميقاتي لكندا «احتضانها لجالية لبنانية كبيرة»، فيما أشاد ترودو بدور اللبنانيين في كل انحاء كندا.
وعقد اجتماعا مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية وجرى بحث الوضع الفلسطيني في لبنان. كذلك، اجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وبحثا الوضع اللبناني ولا سيما في الجنوب والتعاون القائم بين الجيش وقوات «يونيفيل».
ودعا ميقاتي غوتيريس لزيارة لبنان فوعد بتلبية الزيارة قبل نهاية العام الحالي.
واجتمع ميقاتي مع رئيس مجموعة البنك الدولي دايفيد مالباس، بحضور ياسين ومرتضى وجرت مناقشة مختلف المشاريع التي يعمل عليها البنك في لبنان ولا سيما في قطاع الطاقة والكهرباء وتأمين شبكة الحماية الاجتماعية ومناقشة آليات تمويل جديدة وإضافية سوف يجري التشاور بشأنها في المرحلة المقبلة.
وعبّر ميقاتي عن «تقدير لبنان للمساعدة التي يوفرها البنك الدولي في الظروف الصعبة التي يمرّ بها».
كما اجتمع رئيس الحكومة مع رئيسة البنك الأوروبي للاستثمار وإعادة الإعمار أوديل رينو باسو وبحث معها في التعاون بين المصرف ولبنان ولا سيما تمويل مشاريع البنى التحتية والمساعدة التي يمكن أن يوفرها المصرف في مجال تمويل التجارة الخارجية وتسهيلها، فضلاً عن دعم المنطقة الاقتصادية الحرّة في طرابلس.
وأكدت «اهتمام المصرف بالتعاون مع لبنان ولا سيما بعدما أصبح بلداً مساهماً في المصرف وممثلاً في مجلس إدارته».
جولة في الاجنحة
على صعيد آخر جال ميقاتي في الأجنحة التي أقامتها دول عدّة ضمن المؤتمر، لعرض إنجازاتها في مجال الطاقة المتجدّدة. وخصّ الجناح السعودي بلفتة خاصة استقبله في خلالها سفير السعودية في بريطانيا خالد بن بندر الذي شرح له الرؤية السعودية في مجال البيئة والاقتصاد الأخضر ومكافحة التغيّر المناخي.
وأثنى ميقاتي على خطة «السعودية الخضراء» و»مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» التي أعلنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
كذلك زار جناح دولة الإمارات العربية المتحدة.