الفنان الكبير صباح فخري في لوحات فنانين تشكيليين
} سامر الشغري
لم يسكن الراحل الكبير صباح فخري قلوب وكلمات محبيه فحسب بل جسدته ريش فنانين تشكيليين سوريين وعرب في لوحات بورتريه وأخرى تعبيرية، مستمدين مضامينها من تلك الهالة التي أحاطت بالراحل عبر مسيرته الفنية الطويلة ومن نزوعه إلى التطريب.
أقدم اللوحات التي رسمت الراحل فخري كانت عبارة عن بورتريه للفنان الحلبي محمد صفوت عام 2005، اعتمد فيها اللون الزيتي وخبرته الكبيرة في الرسم للأفراد ليقدم الراحل مع أدق التفاصيل في وجهه ولباسه الأنيق الذي عرف به مع التركيز على الوجه البشري.
الفنانة السورية خولة طريفي بدورها رسمت فخري عام 2016 في لوحة بورتريه باللون المائي ولكن بأسلوب مختلف عن اللوحة السابقة حيث سعت من خلالها لتجسيد الراحل بصورة أكثر نضارة وكأنها أرادت أن تستعيد ملامحه أيام شبابه.
لوحة البورتريه التي رسمها الفنان التشكيلي عبد الناصر الشعال عام 2018 واستخدم فيها الألوان الزيتية جاءت أقرب للواقعية البحتة في تصوير وجه الفنان الكبير من اللوحتين الأخريين وربما يعود ذلك لتمرس الشعال في البورتريه حيث وصفت أعماله فيها بأنها أقرب إلى الحياة.
الفنانة التشكيلية نور الكوا استعادت صباح فخري وهو يغني في معرضها الأخير الذي أقامته العام الماضي بأسلوب تعبيري بعيد هذه المرة عن البورتريه حيث قدمته في لوحة منفردة ضمن مجموعة خصصتها لكبار الفنانين ولكنها سعت أن يكون الراحل من دون ملامح وجهاً كمثل بقية المجموعة والتركيز على تفاعله مع الغناء وما تركه من أثر إيماناً منها بدور الفنان في تجسيد أسماء حفرت بوجداننا وتخليدها في ذاكرة الأجيال.
اللوحة السورية الأحدث التي رسمت للراحل كانت للفنان التشكيلي المغترب عصام اسمندر مستخدماً فيها أسلوب «الديجيتال أرت» في لوحة زيتية وظهر سعيه لأن يعطي قالباً أقل رصانة وأكثر مرحاً من سابقاتها لتكون بمثابة إهداء لفخري بعد رحيله.
ومن الفنانين العرب الذين رسموا الراحل تحضر تجربة الفنان المغربي محمد بن عبدالله الذي يطلق عليه لقب أيقونة البورتريه في بلاده، حيث رسم فخري في لوحة بتقنية «الديجيتال أرت» على خلفية رسم بواسطة برامج حاسوبية ما أتاح له مقاربة أكثر للواقع لدرجة المطابقة.
ظاهرة حضور الكبير فخري في لوحات فنانين تشكيليين اعتبرها الناقد التشكيلي سعد القاسم في تصريح لـ «سانا» أنها نتيجة طبيعية «لأن الراحل كان حالة وطنية وقومية نادرة سواء من حيث الصوت أو الأداء أو الثقافة الموسيقية ويهم كل مواطن سوري وعربي»، حيث عبروا عن حزنهم لرحيله كل بطريقته الخاصة ومن ضمنهم الفنانون التشكيليون الذين من الطبيعي أن يعبروا بلغتهم وأسلوبهم عن محبتهم له.
ومن بين هذه اللوحات يتوقف القاسم عند بورتريه محمد صفوت واصفاً عمله بالمهم، إضافة إلى أن هناك فنانين رسموه بعد رحيله تعبيراً منهم عن حبهم له، لافتاً إلى أن هذه الظاهرة جميلة جداً وتؤكد أن هناك علاقة وثيقة بين الموسيقى والغناء والفن التشكيلي.