لبنان الجديد VS السعودية الجديدة..
} حسن الدّر
قال أحد الإعلاميين السياسيين القدامى، في مقابلة على أحد مواقع يوتيوب قبل يومين: على اللبنانيين أن يقتنعوا بأنّ الجيل الثالث في المملكة (السعودية) مختلف عن الجيلين الأوّل والثاني، وطريقة «تبويس اللحى» في حلّ الأزمات لم تعد تجدي.
هذا المعنى متداول بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الشاشات التابعة لمنظومة المملكة الإعلامية، ويهدف إلى الترويج للقيادة الشابة والطموحة في المملكة.
وكان هذا الجيل الثالث نفسه، بقيادة محمد بن سلمان، قد أعلن بالفعل كيفية تعاطيه مع الرأي الآخر، باغتيال الكاتب السعودي المعارض جمال خاشقجي في تركيا، ومن هنا يمكن فهم العقل الحاكم في المملكة، ويمكن تفسير «الانسحاب» الصاخب من لبنان بذريعة تصريح قديم!
ثمّ تتالى مسلسل الفشل في أداء السياسات الخارجية للمملكة: من إيران إلى العراق وسورية، ثمّ الإمارات وقطر، إلى التباينات العميقة حدّ الخلاف مع إدارة كلّ من بايدن وماكرون، إلى الأزمة الخانقة في اليمن، حيث كسر الحوثيون جبروت ابن سلمان وتحالفه، وتفوّق السيد عبد الملك الحوثي وجنوده الحفاة، على ابن سلمان وحلفائه الأثرياء.
لم يعد إلّا لبنان لتعويض النقص، ففي لبنان مجموعة مسترزقين في السياسة والإعلام، وفات الصحافي اللبناني «العتيق» أنّ لبنان جديداً ولد من رحم الانتصارات والإنجازات، وأنّ الجيل الثالث في لبنان هو وريث الشّهداء والمقاومين الأوائل، الذين تقدّموا حيث تراجع المطبّعون وانتصروا حيث هُزم الآخرون.
وإذا كانت السعودية قد تغيّرت، فإنّ لبنان أيضاً قد تغيّر، صحيح أنّ السعودية لم تعد «كرماً على درب» ولبنان أيضاً ليس «رزقاً سائباً»، وعلى هذا الأساس يجب إعادة صياغة العلاقة بين لبنان والسعودية وكلّ الدول العربية والغربية، على أساس الندية والاحترام المتبادل والتعامل بالمثل.
وعلى السعودية أن تقتنع بأنّ اللبنانيين أحرار في خياراتهم وقراراتهم، وليسوا عبيداً عند ملوكها وأمرائها، وأنّ سياسة «من ليس معنا فهو علينا» تصلح مع المرتزقة، أمّا الأحرار فلهم رأي آخر!