لتستمرّ المساعي لاحتواء الأزمة مع السعودية
} عمر عبد القادر غندور*
منذ أن فجّرت المملكة السعودية الأزمة مع لبنان على خلفية تصريح أدلى به وزير الإعلام اللبناني، معتبراً أنّ الحرب بين اليمن والسعودية هي حرب عبثية لا ينتصر فيها أحد. وعبثاً حاولت حكومة لبنان معالجة الغضب السعودي والتبرّؤ من تصريح الوزير قرداحي، سحبت المملكة سفيرها من لبنان بعد أن جال على عدد من الساسة اللبنانيين، وكذلك فعلت الإمارات والبحرين والكويت وعدن.
وأمس تحدّث وزير خارجيتنا عبد الله بو حبيب عن الشروط المستحيلة ومنها «المطالبة برأس حزب الله»، وقال إنّ لبنان يرفض هذا الطلب لأنّ حزب الله مكوّن لبناني أساسي في الحياة السياسية في لبنان، وانّ المعالجة تكون بالحوار وليس بالإملاء.
ولعلّ وزير خارجية السعودية كان أكثر وضوحاً وصراحة عندما قال لمحطة «سي أن بي سي» الأميركية إنّ حزب الله يهيمن على لبنان، ما يجعل العلاقة بين المملكة ولبنان من غير جدوى.
وهذا يعني انّ وجود حزب الله هو المشكلة وليس تصريح الوزير قرداحي.
وإذ نؤيد المساعي التي يبذلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الدول الأجنبية والعربية للتوسط في حلّ هذه الأزمة، وانّ أيّ حرب بين الدول العربية هي حروب عبثية الجميع فيها خاسر، وانّ تصريح الوزير قرداحي ليس هو سبب الأزمة وكما أوضحنا. وعلى حكومتنا أن تفتش عن البدائل في أسواق العالم والاعتماد على كفاءات اللبنانيين العالية ممن يعملون خارج لبنان والذين ساهموا في نهضة الدول الاقتصادية وخصوصاً في دول الخليج العربي الذين يشكلون حجر الأساس لهذه النهضة، وعلى حكومتنا أن تبقى منفتحة على علاج الأزمة مع السعودية وغيرها على قاعدة الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية لكلّ دولة.