العدو يواصل عدوانه في الأراضي الفلسطينية ولا خيار لشعبنا إلا المواجهة
} عبد معروف
يواصل العدو «الإسرائيلي» عدوانه على الشعب الفلسطيني، ويستمرّ في حملات الاعتقال ومصادرة الأراضي والممتلكات وبناء المستوطنات، مؤكداً من جديد كما كان يؤكد دائماً أنه كيان عدواني عنصري لا يؤمن بالتسويات ولا يلتزم بقرارات الشرعية الدولية رغم كلّ ما حققه هذا العدو من اعتراف وعضوية في الأمم المتحدة.
فقد هدمت سلطات الاحتلال، خلال الساعات الماضية، مسجداً في بلدة دوما جنوب نابلس في الضفة الغربية، واقتحمت، بلدة دير الغصون شمال طولكرم، كما اقتحم مستوطنون، باحات المسجد الأقصى، وأدّوا طقوساً علنية بمحيطه الشرقي.
وأفاد شهود عيان، بأنّ مستوطنين برفقة ما تسمّى جمعية «نساء من أجل الهيكل» اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متفرّقة، عبر باب المغاربة تحت حماية مشدّدة من عناصر شرطة الاحتلال الخاصة، ونفذوا جولات في باحاته، كما أدوا طقوساً «تلمودية» بالمنطقة الشرقية منه.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» في فلسطين، إنّ الاحتلال صعّد عمليات هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، ليرتفع عدد المنازل التي هدمها الاحتلال بنسبة 21% خلال العام الحالي.
وأوضحت «أوتشا»، في تقرير أنّ «معدل الهدم والاستيلاء على منازل الفلسطينيين في أرضهم المحتلة منذ عام 1967 ارتفع بنسبة 21% في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، مقارنة بنفس الفترة من عام 2020».
وجاء في التقرير أنّ عدد المشرّدين الفلسطينيين نتيجة الهدم والاستيلاء على منازلهم، ارتفع بنسبة 28% خلال الفترة.
وقدّر التقرير الأممي عدد المنشآت الفلسطينية التي استولت عليها سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» منذ بداية العام حتى نهاية أيلول الماضي، بحوالي 311 منشأة، «إما بدون سابق إنذار، أو بإعطاء المالكين مهلة قصيرة المدى، باستخدام العديد من الأوامر العسكرية التي تحول دون قدرة الأشخاص على الاعتراض المسبق على القرار».
ولفت التقرير إلى أنّ عدد الأصول (منشآت اقتصادية) التي تمّ هدمها أو الاستيلاء عليها ارتفع بنسبة 96% تقريباً في عام 2021 مقارنة بنفس الفترة من عام 2020، من 94 إلى 184.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية حرب الاحتلال المفتوحة ضدّ الوجود الفلسطيني الوطني والانساني.
يؤكد استمرار الاحتلال بالعدوان والاجتياح والاقتحام في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، أنّ هذا العدو لا يزال مستمراً بسياسته العدوانية، ولم تتمكّن كلّ الاتفاقيات والقرارات من وضع حدّ لهذه السياسة القائمة المجازر وعمليات القتل والاغتيال احتلال الأرض ومصادرة الممتلكات .
وهذا يعني أنّ كلّ السياسات والأساليب التي اتبعتها الدول العربية من أجل تحقيق السلام مع هذا العدو كأسلوب لاستعادة الحقوق، وأنّ الرهان على خيار التسوية، لم يردع عدواً ولم يحرّر أرضاً ولم يعد شعباً إلى وطنه، رغم كلّ المراهنات والمفاوضات والاتفاقيات السرية والعلنية معه.
وبالتالي ومع استمرار العدو «الإسرائيلي» في التصعيد والعدوان، فقد آن الأوان لتبديل سياسة الدول العربية التي اتخذت من السلام خياراً استراتيجياً مع عدو لا يفهم لغة السلام وليس على استعداد لتقديم التنازلات، وحان الوقت لاتباع منهج آخر في مواجهة هذا العدو، منهج قائم على…
ـ إعادة القضية الفلسطينية إلى موقعها الطبيعي كقضية قومية وتحرير الأرض هي مسؤولية قومية.
ـ استنهاض الحركة الوطنية الفلسطينية باعتبارها حركة تحرّر وطني وما يتطلبه ذلك من قيادات صلبة وبرامج ثورية وأدوات نضالية كفيلة بدحر الاحتلال وتحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
ـ تصعيد الكفاح الشعبي المسلح، وحشد الطاقات، وتنظيم الصفوف، وتقييم المراحل السابقة.
ـ التحرك العربي وخاصة الفلسطيني الجادّ والفاعل من أجل التأكيد على عنصرية كيان الاحتلال وأنّ الحركة الصهيونية هي حركة عنصرية تشكل خطراً وإرهاباً ضدّ حركة تطوّر الشعوب والأمم .
لقد أكدت تجارب العقود الماضية، أنّ خيار التسوية والمفاوضات مع العدو لم تساهم في تعميم الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، ولم تؤدّ إلى استعادة الحقوق المشروعة، ولا إلى التنمية والتطوّر، بل ضاعفت من الانقسامات والحروب الداخلية وزادت العدو قوة وتعنّت، كما منحته الفرصة لاختراق العواصم العربية، ما أدّى إلى تغلغل الفكر الطائفي والمذهبي وسيطرت المافيات والفساد وتفكك الوطن وتعميم الصراعات.
الصراع مع العدو «الإسرائيلي» ليس صراعاً ثانوياً أو هامشياً، وليس صراعاً عابراً، بل هو صراع تناحري، وصراع وجودي، ولا إمكانية لمعالجته بالحوار والمفاوضات والاتفاقيات…