حكمة الأجيال
} يوسف المسمار
يا أيها الإنسانُ لا تخشَ الحُـفَـرْ
وانظرْ فما نَفْعُ العيونِ بِلا نَظَـرْ؟!
واسْمَـعْ فما الاسْماعُ إلاّ فتحـة
إن أُغْلِقَتْ صارَ الفؤادُ كما الحَجَرْ
واعْـقـلْ فإنَّ العقلَ ميـزة ُ قُـوَّةٍ
إنْ عُطِّلتْ بخُمولها إنطفأ البَصَرْ
واقْبلْ نَصيحةَ من هَدى لفضيلةٍ
رَفْضُ النصيحةِ فيهِ قدْ كمنَ الخَطَرْ
واقـنعْ بنامـوسِ البـداهـةِ واتعظ ْ
أنْ لا خلاصَ من الرحيلِ ولا مفرْ
واعـلـمْ بأنَّ العالميـنَ كـما أتـوا
سيغادرونَ وليسَ من عَلِـمَ الخَبَرْ
وافهمْ بأنَّ الكائناتِ مَـصـيرُهـا
بيدِ الذي حاروا بحكمتـهِ البَـشَرْ
واسمع لمنْ بثَّ النبوغَ بحكمةٍ
فَـتَنافَستْ نَحوَ السماواتِ الفِكَـرْ
واسْلكْ طَريقَ الصاعدينَ إلى العُلى
بهـدايـةٍ تصـِلُ التسامي بالكِـبَرْ
آمـِنْ بأنَّ المـؤمنيـنَ بِعَـقْـلِهـمْ
والعاملينَ بوعيهـمِ أهـل الظَفَـرْ
وارْفَـعْ أمـامَ التائهينَ مَشــاعِـلاً
للحَقِّ تُوضـِحُ ما اسْتَبانَ وما استـترْ
وارجـِعْ إلى نورِ البصيرةِ واكتشفْ
كيفَ البَصيرةُ دائماً فـوق البَصَرْ
واعـمـلْ بـناموسِ العـدالـةِ ، إنَّها
بـدءُ البـدايـةِ والدليـلُ لمنْ عَــثَـرْ
لا تَرْهَب الطُـغْـيانَ وانْهضْ فالعزيزُ
هـُوَ الذي قَـهَـرَ المَظالمَ وانْتصَـرْ
فاللهُ عَـدْلٌ والعَـدالــة ُ وحـدهـا
دَرْبُ النَجـاةِ لمنْ تَـفَـكَّـرَ واعْـتَبَـرْ
لـو جَـمَّــعَ الطـاغـونَ كلَّ جُيـوشهمْ
ما بدَّلـوا في العَدْلِ أو تركوا أثَـرْ
عَـدلُ الإلــهِ بأنْ نَعـيـشَ أعـزَة ً
سَـيَّان من قَـبـِلَ الحقـيقةَ أو نَكَـرْ
ما حَـقَّ للإنْسـانِ ظُـلـمُ شبـيـهِـهِ
فإذا تَمادى في المظالمِ قـدْ كَـفَـرْ
ومَن اســتعـانَ بظالـمٍ فَمَصيـرُهُ
أدهى وأبشعُ ما يكونُ المُنْـتَـظَـرْ
زالَ الطُـغاةُ الغابرونَ ومثلهـمْ
سَيَزولُ من ظَلَـمَ الخَلائقَ واحتقـرْ
فإذا خَـنَـعْـنا للطُـغَـاة فَـكُــفْـرُنا
بالله كُـفـرٌ لا يُـتـابُ ويُـغْـتَـفَـرْ
المَـرْءُ حُـرٌّ في ظِـلالِ إلاهـهِ
والمَـرْءُ عَـبـدٌ إنْ تَـذلّلَ للبشَـرْ
فعبادةُ البشرِ المهانةُ والصِغَـرْ
وعـبادة ُ اللهِ الكَـرامـةُ والكِـبَـرْ
منْ حـكمةِ ألأجـيالِ: أنَّ المُنْتَهى
ما كـان إلاَّ المبتـدى لمنْ اعتَـبَـرْ
فَمَن ابتدى بالعَـدْلِ عَـمَّـرَ وانتصَرْ
وَمَن ابتدى بالظُـلـمِ دُمـِّرَ واندَثَـر
