حزب الله لبعض المسؤولين: خفّفوا من الانبطاح أمام المتجبّرين
أكد حزب الله «أننا في كل الأوقات كنّا مع علاقات عادية وطبيعية مع السعودية ومع غيرها لكن بكرامة ولا نقبل أي علاقة فيها شروط أو إملاءات وإنما علاقة بين دولتين مستقلتين». وتوجه إلى بعض المسؤولين اللبنانين بالقول «خفّفوا من الانبطاح أمام المتجبّرين، لأن هؤلاء لا يرضيهم شيئاً».
وفي هذا السياق، رأى نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم «أن السعودية سبّبت مشكلة للبنان، عنوانها الاعتراض على تصريح لوزير الإعلام جورج قرداحي قبل أن يكون وزيراً، اعتبر فيه أن ما يحصل في اليمن هو حرب عبثية، فهذا الموقف السعودي الظالم في مواجهة الوزير قرداحي الشريف الواضح في فكره وقناعاته والذي لم يخطئ لا بحق المملكة ولا بحق غيرها، هو موقف عدواني على لبنان».
وأضاف خلال حفل تأبيني في بلدة كونين الجنوبية «نحن نفهم أن بلداً يسحب سفراءه لأنه حصلت على سبيل المثال مشكلة عسكرية أو قتل وقتال أو اعتداء معيّن، ولكن لبنان لم يفعل شيئاً، وكل ما في الأمر أن تصريحاً عادياً من التصريحات التي يقولها أي إنسان، ولبنان بلد الحريات ومن حقّ أي شخص أن يقول رأيه في الحرب مع أو ضد، مؤيّد أو معارض وهذا لا يبدّل ولا يغيّر في الأمر شيئاً، وقد تبيّن بعد ذلك من خلال تصريحات وزير الخارجية السعودية، أن المشكلة لديه هي حزب الله ووجوده في لبنان وقدرته في لبنان، ولكن احتاروا كيف يدخلون على البلد بمحاولة اعتداء، ولا دليل ولا مشكلة مباشرة مع حزب الله، فاختاروا طريق تصريح عادي، ولكن لأنه انكشف أنه ادعاء سخيف ولا قيمة له، اضطروا أن يوضّحوا بأن المشكلة هي مع حزب الله».
واعتبر أن السعودية «قامت بكل الإجراءات السلبية من دون سبب وجيه وخلافاً لكل الأعراف الدبلوماسية ومن دون احترام لوزارة الخارجية ولا لرئاسة الوزراء ولا إعطاء علم، بل طُرد السفير اللبناني في السعودية طرداً، وهذا كله يُعتبر في خانة الإساءة من السعودية للعلاقات مع لبنان».
وإذ أكد «أننا في كل الأوقات كنا مع علاقات عادية وطبيعية مع السعودية ومع غيرها لكن بكرامة، ولا نقبل أي علاقة فيها شروط أو إملاءات وإنما علاقة بين دولتين مستقلتين»، توجّه إلى بعض المسؤولين في لبنان بالقول «خفّفوا من الانبطاح أمام المتجبّرين، لأن هؤلاء لا يرضيهم شيئاً، وإذا أعطيتموهم بذل، سيطلبون الأكثر، وهم ليسوا على حق، ومن هنا ندعو إلى معالجة موضوعية، والمسؤولية تقع على السعودية، وعلى كل حال فإن السعودية ليست راضية لا عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولا عن كل الحكومة ولم تكن راضية عن تشكيل الحكومة السابقة من قبل الرئيس سعد الحريري وبالتالي لا يرضيها شيء من كل هذا التشكيل القائم، لأن لديها رئيساً للحكومة كانت تريده في لبنان ولم يتمكّن من أن يصل إلى الرئاسة».
من جهته، شدد الوزير السابق محمد فنيش على «ضرورة أن لا يقبل اللبنانيون بأي مسّ بكرامتهم ولا بأية محاولة لإخضاعهم أو جرّ لبنان إلى مشروع التطبيع مع العدو الإسرائيلي، لأن مصلحة لبنان تكمن بالتأكيد في التزام العداء لهذا الكيان الصهيوني الطامع بالثروات والمياه وفي رفض الانجرار وراء سياسات خاطئة».
وشدّد خلال لقاء سياسي أقيم في بلدة طيرفلسيه الجنوبية، على أن «الحكومة مدعوة لإيجاد حل لمشكلة القاضي طارق البيطار الذي أدخل البلد في مشكلة، وتجاوز صلاحياته والدستور وأصول المحاكمات، فلا يمكن أن يكون القضاء أحد ضغوطات تمنع الذين اتهموا بغض النظر عن مدى صحة هذا الاتهام، من اللجوء إلى حقوقهم للطعن أمام سلطات قضائية باتت لا تنظر في الطعون نتيجة الضغوط».
وقال «اعتُديَ علينا وعلى ناسنا وشعبنا في أحداث خلده والطيونة وقُتل ناسنا ظلماً وعدواناً وغدراً حينما خرجوا ليعبّروا سلماً عن اعتراضهم على تسييس واستنسابية القاضي، وهذا ما كشفته التحقيقات، ولم تعد مسألة وجهة نظر، ولا مسألة رأي سياسي، فالتحقيقات كشفت أنه كان هناك إعداد مسبق لكمين الطيونة، ورغم ذلك، فإن كل ما طلبناه هو أن تتم محاسبة المرتكبين عبر مؤسسات الدولة، ولم نستخدم قوتنا في الداخل كما يزعم البعض».
وختم «لا يفكرّن أحد أنه قادر على أخذ اللبنانيين نحو تجييش طائفي أو مذهبي أو مناطقي، فالشعب بات يمتلك من الوعي ما يحول دون تحقيق هؤلاء المتربصين لأهدافهم الذين يسعون مجدداً لكسب حضور من خلال دم الناس وإثارة الفتن بينهم».