جدليّة

ديْدن العائلة الحاكمة في السعودية كان في المطلق وما يزال أمران… السلطة والثروة… ولكن الدفاع الموضوعي والسياسي الذي يستخدمه أولياء الأمر في معرض تشبّثهم بالاستحواذ على هذين المغنمين، وإزاء التصدّي لكلّ من يحاول كشف هذا النهج التسلّطي الاستحواذي، لا بدّ أن يكون جذاباً من الناحية الجدلية. ففي زمن عبد الناصر كان الطرح إسلامياً، حيث انبرت الجوقة الإعلامية والفكرية تصدّياً لقومية عبد الناصر ونهجه العروبي… بأن اليعربية هي ارتداد إلى حقبة ما قبل الإسلام، وهذا لا يجوز دينياً، فالإسلام يجبّ ما قبله… إمنيح… الآن… الطرح أصبح شيئاً آخر… فإيران لا يجب ان تدسّ أنفها في شؤوننا نحن العرب و mind your own business… Iran … وحينما تساءل البعض… لكن إيران هي دولة إسلامية وجارة وتحمل لواء التصدي للعدوانية الصهيوأميركية، كان لا بدّ من اختراع جدلية أخرى، فهذا العقل البراغماتي النفعي الاستملاكي بالسليقة لا يكفّ عن التلوّن كيفما تقتضيه الظروف، إذن فلنسلخ عن إيران إسلاميتها ولنقل إنها مجوسية فارسية… لكأني بهذا العقل المضمحلّ ينسى الآن أنّ جدليته البارحة كانت بأن الإسلام يجبّ ما قبله، فإنْ كان قد جبّ اليعربية، فقمينٌ به أن يجبّ الفارسية أيضاً… لا يهمّ ذلك بالنسبة للسلطة في السعودية… فلكلّ مقامٍ مقال… ولكلّ حادثٍ حديث… وممارسة المنطق لهم هي كمن يخلط السمك باللبن بالتمر هندي أو كله عند العرب صابون…

سميح التايه