بيطار يكمل إنجازات قيادة 17 تشرين
لم يخف القاضي طارق بيطار انضمامه للخط السياسي الذي رفعه قادة حراك 17 تشرين الذين جاؤوا من رحم الرعاية الخارجية بوجه المقاومة تحت عنوان التغيير، وبشر بأن التغيير قادم في لقاءات مع صحافيين ينتمون لهذا الخط السياسي ميزهم عن سواهم بلقاءاته تحت شعار دردشات غير رسمية، ضارباً بعرض الحائط موجب التحفظ والحياد التي يفترض بالقضاة التزامها.
قيادات حراك 17 تشرين التي أعلنتها قيادة لثورة التغيير، قنوات تلفزيونية ممولة من حكومات الخليج وبرامج الدعم الممولة من الكونغرس الأميركي، ومنحتها مساحات البث المباشر والحوارات التلفزيونية لتسويق طروحاتها، التي لم يكن خافياً أنها تدور حول تحميل المقاومة مسؤولية الأزمات التي تعصف بلبنان ترجمة للسياسات الأميركية التي تستهدف المقاومة لخدمة أمن كيان الاحتلال علناً، وتجاهر بأنها تسعى بتعزيز سردية تحميل المقاومة مسؤولية أزمات لبنان، بما فيها ما تتسبب به الضغوط الأميركية، وصولاً لهدف تطويق المقاومة وصولاً لفرضية تطويعها وإخضاعها.
الحصيلة التي أنتجها نهج قيادات 17 تشرين كان الفشل الذريع في بلوغ الهدف، فقد انفك الناس من حول الانتفاضة التي صنعوها وسرقتها منهم هذه القيادات، وامتنع الناس عن النزول إلى الشارع، على رغم كل المصائب التي نزلت على رؤوسهم، من ضياع للودائع التي سرقها نظام مصرفي ينام قادة «الثورة» في أحضانه ويدافعون عن رموزه، وصار الإنجاز الأهم لقادة الحراك هو أنهم تسببوا بإفشال أي حراك نظيف لاحق، لأنهم نجحوا بدفع الناس لليأس من جدوى اللجوء إلى الشارع.
يقارب اليوم القاضي طارق بيطار لحظة الاحتفال بتحقيق إنجاز مشابه لإنجاز قادة «الثورة» التي أعلن انتماءه إليها، فخلال شهور من توليه ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، نجح بإدخال القضاء في حالة من الفوضى القانونية، وصارت دعاوى الرد ورد الرد والرد على رد الرد إلى موضوع للتندر، والخلاصة الوحيدة كانت إيصال الناس إلى اليأس من جدوى اللجوء إلى القضاء فاستحق الانتماء لهذه القيادة بجدارة.