الاتصالات السعودية الإيرانية على أبواب مأرب اليمنية
} عمر عبد القادر غندور*
بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان وترقب خروجه أيضاً من العراق وسورية، يتساءل المراقبون: من سيملأ الفراغ؟
الاحتمالات متعدّدة في ضوء ما يشهده الإقليم من تطورات وإعادة تموضع وتجاذبات أكثرها وضوحاً الحرب السعودية على اليمن التي تبدو في مراحلها الحاسمة على أبواب مدينة مأرب التي تحتضن ثروة اليمن من نفط وغاز، وقد تمكنت قوات حكومة صنعاء من تحرير معظم مديرياتها ولم تبق سوى مديريتين يجري التفاوض مع قبائلها لتفادي ضربها، ووصلت القوات الى أبواب مأرب الجنوبية، وسقوطها بالكامل مسألة ساعات او أيام قليلة، وتتناقل وكالات الأنباء انّ السعودية طلبت من إيران توسطها لدى الحوثيين لوقف إطلاق النار في مأرب إلا انّ الإيرانيين، حسب الأخبار المتداولة، أبلغوا السعوديين انّ اليمنيين يرفضون البحث في قضايا سيادية كإعلان الحرب ووقفها.
وفي بيروت وعلى ألسنة المحللين انّ السعودية تريد من أزمتها مع لبنان مقايضتها بوقف القتال في المأرب، ولا نتبنّى مثل هذه الأخبار .
وبالعودة الى التطورات والأحداث في الإقليم ينتظر الجميع مآل المفاوضات بين السعودية وإيران ويُقال إنها ستستأنف في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، توازياً مع مفاوضات فيينا حول مستقبل الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة. وفي مثل هذا الانتظار الثقيل ينشط التواصل مع دمشق لتسريع عودتها الى الجامعة العربية، وتبدو المملكة السعودية الطرف الأضعف في الإقليم نتيجة حربها العبثية على اليمن، ولا يبدو عقابها على لبنان منطقياً، بل هو تتمة لتصرفها يوم احتجزت رئيس وزراء لبنان سعد الحريري وأجبرته على الاستقالة، ولم تفرج عنه الا بعد تدخل مباشر من الرئيس الفرنسي… ولم يبق ما تفاوض عليه سوى لبنان وما أشبه الأمس باليوم؟