مؤتمر صحافي في متحف دمشق للتعريف بمشروع ترميم نبع أفقا التدمري
عقدت المديرية العامة للآثار والمتاحف وجمعية الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي الروسية مؤتمراً صحافياً تناول المشروع الأثري لإعادة تدعيم وتنظيف نبع «أفقا» في تدمر، الذي تعرض للتخريب خلال السنوات السابقة وتراكمت فيه الردميات، لما لهذا النبع من أهمية استثنائية لكونه المصدر الأساسي للحياة في مدينة تدمر.
المؤتمر الصحافي الذي عقد ضمن القاعة الدمشقية في المتحف الوطني في دمشق تحدث فيه نظير عوض مدير عام الآثار والمتاحف «عن أهمية المشروع الذي يقع في أحد أهم المواقع الأثرية السورية، ويعتبر ثروة اقتصادية وطاله الكثير من الأضرار خلال سنوات الحرب ويحتاج إلى الكثير من العمل من أجل صيانته وترميمه وحفظه وإعادة تأهيله».
ولفت عوض: «إلى أن هذا المشروع ينفذ بناء على الاتفاقية الموقعة مع الجانب الروسي لترميم وإعادة تأهيل عدة مواقع ومعالم تاريخية خربها الإرهابيون بمدينة تدمر الأثرية ومنها نبع أفقا الذي هو عبارة عن نبع مائي وكهف أثري محفور ضمن الصخر».
من جهته، عرض الدكتور همام سعد معاون مدير عام الآثار والمتاحف المراحل التي قطعها مشروع تأهيل النبع الذي تعرض لاعتداءات تنظيم «داعش» الإرهابي حيث يقوم فريق سوري روسي بينهم عشرة مختصين من المديرية بأعمال الترميم منذ أسبوعين على أن تنتهي الأعمال خلال ثلاثة أشهر.
وأشار الدكتور سعد إلى أهمية نبع أفقا عبر التاريخ باعتباره شريان الحياة لمدينة تدمر وكان الأساس في وجودها وواحتها، ويتألف من ينابيع عدة تخرج من الصخور وتصب في مجراه، حيث بذل التدمريون القدماء جهوداً جبارة لتوزيع الماء إلى مساحة 400 متر داخل المدينة لتصب فيه.
وأكد سعد أن عمر النبع يتجاوز تاريخ نشوء تدمر كمدينة ولكنه تعرض في فترات لاحقة للجفاف بسبب حفر عدد من الآبار بجوار حرم النبع وخارج المنطقة الأثرية، الأمر الذي أثر في منسوبه المائي وأدى لجفافه صيفاً وعودته للجريان شتاءً.
من جانبه، أكد الخبير الأثري الروسي تيمور كارموف مدير الحملة، أن هذا المشروع الأثري المهم يسهم في إعادة الحياة لهذا النبع ما يساعد في إعادة الفلاحين إلى مزارعهم في واحة تدمر واستقرارهم بالمنطقة.
ولفت كارموف إلى أن هذا المشروع هو الخطوة الأولى التي تقوم بها الجمعية في مدينة تدمر، حيث تم اختيار موقع صغير في النبع بالبداية لإعادة ترميمه لأهميته التاريخية والاقتصادية لمدينة تدمر مستعرضاً بعض صور مراحل إنجاز المشروع خلال أسبوعين من عمليات الترميم على مساحة6.24 كيلومترات مربعة ولمكتشفات اثرية مهمة عثر عليها أثناء العمل تعود لعصور مختلفة، مشيراً إلى مشاركة عدد من المؤسسات الروسية في المشروع وإلى رغبة مؤسسات أخرى عدة المساهمة في ترميم المعالم التاريخية في سورية.
المنسقة الإعلامية للمشروع نور ملحم أوضحت أهمية هذه المشاريع ضمن التعاون الروسي السوري في إعادة ترميم ما خربه الإرهاب الممنهج على سورية، بخاصة ضمن المناطق الأثرية العريقة، عبر خبراء في مجال الآثار والحفاظ على التراث، لافتة إلى أن المشروع مدروس بشكل كامل من قبل الطرفين لإعادة الحياة لنبع أفقا.
يذكر أن المشاركين في تمويل المشروع هم معهد التراث في موسكو ومركز كاباردينو بالكاريا العلمي التابع لأكاديمية العلوم وشركة أو ك أن بروجكت الروسيتين وشركة LKS السورية الروسية.
ويقدر باحثون عمر النبع بـ 6 آلاف سنة ويقع في الطرف الجنوبي الغربي من مدينة تدمر، وتتدفق مياهه من مغارة أثرية في جوف جبل المنطار عبر تسع آبار جوفية طبيعية محفورة في الصخر الكلسي واكتشف العديد من المذابح المنحوتة.