بين الضلالة والهُدى

} يوسف المسمار

الناسُ في فهمِ الوجودِ تـنازعوا

بين الضـلالةِ والهُـدى وتـوزَّعوا

ابنُ الجهـالةِ غارقٌ في جهلهِ

وأخو الهـدايةِ بالهـدايةِ مُـوْلـعُ

غـاوٍ يفاخـرُ بالعـداوةِ مُـفتـري

واعٍ يـسالمُ ما استطاعَ ويسطعُ

اثنانِ أهلُ الأرضِ: حُـرٌّ عاقـلٌ

والعَبْـدُ في لُجَـجِ الغـباوةِ يقـبعُ

الحُـرُّ حُـرٌ بالكـرامةِ طامـحٌ

والعَـبْـدُ عَـبْـدٌ بالنـذالـةِ يَخنـعُ

عُـبـدُ الإلــهِ مُـحَـلِّـقٌ بعبـادةٍ

وعشيقُ جهلٍ في الدُجى يتقوقعُ

شـتَّـانَ ما بين الضَلالةِ والهُدى

هـلْ يقـشعُ الانسانُ أم لا يقـشعُ؟!

إنَّ الضـلالةَ كـلُّ سِــرِّ بـلائـنا

وبـغـيـرِ أنـوارِ الهُـدى لا نُـبْـدعُ

إنَّ الغـوايةَ في الرذيلةِ نَهْجُهـا

ومنَ الهـدايةِ كـلُّ فَـضْـلٍ ينبعُ

بين الهِـدايـةِ والغِـوايـةِ فسْحـةٌ

في اللاحدودِ حُـدودُها تـتوسَّع

يا أيـها الإنسانُ فَـوْزُكَ في الهُدى

غـير التمَـرُّسِ بالهُدى لا يَـنْـفـعُ

عَـبْـدُ الهِـدايـةِ بالهـدايةِ سَــيـِّـدٌ

عَـبْـدُ الضـلالةِ بالضـلالةِ خـانِعُ

فَهْـمُ الوجودِ إذا اهتدينا المُرْتَجى

والخَبْطُ في فهـمِ الوجـودِ الأبشعُ

إنَّ الحـقـيقـةَ كـلّـهـا في وعـيـنا

ومع العـماوةِ كلُّ شيءٍ يخدعُ

شاعر قومي مقيم في البرازيل