لهذا السبب انسحب طارق صالح من الحديدة إلى تعز…
باريس ـ نضال حمادة
من دون مقدمات وعلى حين غرة أخلت قوات طارق صالح مواقعها على ساحل الحديدة في اليمن متوجهة إلى تعز، في وقت انسحبت قوات العمالقة التي كانت تشاركها جبهات الحديدة إلى ثلاث جهات… هي البرح للقتال مع صالح وعدن بينما رفضت بعض قوات من العمالقة الانسحاب ووقع غالبيتها في الأسر كما حصل مع كامل اللواء الخامس من العمالقة في الحديدة.
في معلومات حصلت عليها «البناء» فإنّ طارق صالح كان قد أبلغ قادة القوات المتواجدة في الحديدة قراره الانسحاب من الساحل الغربي إلى موزع ومن ثم البرح في محافظة تعز، وقالت المصادر إن طارق صالح زار الحديدة قبل أيام من الانسحاب وأبلغ القادة هناك قائلاً:
«أيها الإخوة سوف تسقط كلّ جبهات الساحل من الحديدة حتى خوخة، ونحن قررنا إعادة التموضع في البرح وموزع ومن يريد منكم الانضمام معنا فأهلاً وسهلاً بمن يريد منكم أن يكون تحت قيادتي». وأضاف صالح «من لا يريد كان الله بعونه يبقى وعليه مواجهة مصيره فوافق البعض وطلب البعض الآخر مبالغ مالية».
لماذا الانسحاب وإلى تعز تحديداً؟
تقول مصادر يمنية مقرّبة من آل صالح إن الانهيار في جبهات مأرب كان قوياً ومتسارعاً بشكل وضع خريطة الحرب اليمينة كلها على طريق النهاية السريعة لمصلحة أنصار الله.
وتضيف أن منطقة الساحل الغربي لا يمكن الدفاع عنها في حال سقوط مأرب إذا ما تمكّن أنصار الله من إرسال آلاف المقاتلين الذين كانوا في مأرب إلى الساحل الغربي، بالتالي أصبحت الخيارات أمام طارق صالح محدودة للغاية… إذ أنه ليس في وارد الذهاب للقتال في مأرب بوجه عشرات آلاف المقاتلين من أنصار الله، وليس لديه في الجنوب أيّ محب أو صديق، بالتالي فإنّ وجوده في الجنوب مرفوض من قبل الانتقالي، فكانت تعز أقلّ الخيارات سوءاً، خصوصاً أن لِعمّه فيها أنصار كون تعز كانت المحافظة التي تشكل منها كلّ كوادر الدولة اليمنية أيام حكم علي عبدالله صالح، بالتالي فسوف يجد طارق صالح فيها مقرأً للاستقرار المؤقت الذي يمنحه هامشاً من المناورة لعدة أشهر ربما، مع علمه أن محاولته هذه محفوفة بالمخاطر والصعوبات كون تواجده في تعز سوف يكون عرضة للحصار بسبب طول خطوط الإمداد وقدرة أنصار الله على قطع هذه الخطوط، فضلاً عن تواجد الإصلاح فيها، غير أن ضيق الخيارات لديه وحاجته إلى الحماية جعلته ينتقل إلى تعز، فكلّ ما يطلبه الرجل حالياً هو حماية نفسه لا أكثر.