لبـنـان الإشـعـاع
} يوسف المسمار
لبـنـانُ يحـيا بالإخـاءِ ويَـغــنـمُ
وبنهجِ تكريسِ المحبةِ يَعْـظـمُ
إن فاتَ لبنانَ الإخــاءُ فَـقَـدْ هـوى
في الحقـدِ يَغمـرُهُ المصيرُ الأقـتـمُ
فـليـفـهـم الأحـرار أن كـيانـهــمْ
بالحُـبِّ بـاقٍ، بالعـداوةِ مُـعْـدَمُ
وليَـعْـلــم الـوالي بأنَّ نجـاحَـهُ
بالحـقِّ يَـرْقى، بالعـدالـة يَسْـلـمُ
لا يَـغــتـني لبـنانُ إنْ حكـمــاؤهُ
خَـذلـوا المسيحَ وبالتـناحـر سـلَّــموا
لا يَـرْتـقي لبـنــانُ إن عـلـمـاؤهُ
خـدعـوا النبيَّ وبالغـباوةِ أســلموا
نَهـْـجُ التَـفَـتُّـتِ للمسيحِ صليـبُـه
وكـذا التَـفَــَرُّقُ للنبيِّ تَـسَـــمـُّـمُ
لـبـنــانُ لبنانـات مـهـزلــةً غـدا
مُـتَـفــتِّـتاً، مُـتآكـــلاً، يـتـشــرزمُ
نـَهْـجُ الخـرابِ تـطيّـفٌ وتـقاتـلٌ
ومخــاوفٌ وتَـرَهُّـــلٌ وتَـصَــنُّــمُ
لكـنَّ لبـنـــان التَـقَــدّم إلـفـــةٌ
وأخُــوَّةٌ، ولطـافـةٌ، وتَـفَـهـُّـمُ
شـتانَ ما بين الزُهـورِ وشـوكهـا
الشَـوْكُ يُـدْمي والـزهـورُ تُبلسـِمُ
لبنـانُ بالعــقـلِ السليـمِ نَـجـاتُـه
ومـع الغرائـزِ كـلُّ ويـلٍ يَضْخـمُ
لبنـانُ بالخُـلُـقِ الحميـدِ خلاصُـهُ
ومع المثـالبِ بالخـطـيـئةِ يُجْـرمُ
لبـنانُ بالعـلـمِ الـرقـيُّ عَـمارُهُ
ومع الجهـالةِ فالـدمـارُ مُـخـَيـِّمُ
صـهيونُ داءُ وجـودنا وبلائنا
ودواؤنـا في وعْــيّــنا يَتَـجَـسَّــمُ
إنْ لمْ نَـصُـنْ أرضَ الجدودِ بعـزمنا
فَـبِعُــمْـرنا الأقــزامُ قـدْ تَـتَـحَـكَـمُ
إنْ لمْ يكـنْ لبـنانُ صَـرحَ منـارةٍ
تَـبَّــاً للـبـنـان الـذي يَــتَــفَــحَّــمُ
إنْ لمْ يَكُنْ لبـنان أرضَ بطـولةٍ
يا ذلَّ لـبـنــان الـذي يَـتَــقــزَّمُ
نَـهْـجُ الصـوابِ تَـمَـسُّــكٌ بهـدايةٍ
وتـَمـَـرُّسٌ بـبـطـــولةٍ لا تـُـهْــزَمُ
تُـحْـيِّ البـلادَ وأهلهــا بعــقـيـدةٍ
روحَ الطهـارةِ والأمانِ تُـعَـمِّــمُ
يبقى الوئـامُ هُـوَ المُفـيـدُ لشعبنا
والسّـيِّـئـاتُ ومـا يضــرُ مُحَـرَّمُ
لبنانُ ينـتـظـرُ الكثيـرَ من الهُـدى
ومنَ الفِـدى، وبغـيـر ذلك يَـهْـرمُ
بثـقافةِ الإبداعِ يَعـظـمُ مَـوطنٌ
لا بالعماوةِ والجـهـالةِ يـعــظــُـمُ
بـبطـولةِ الثــوّارِ يسْــلـمُ شعبنا
لا بالتـخـاذلِ والتـجـابـنِ يَسـْــلـمُ
في نـهـضةِ الأحـرارِ لا الجـبـنـاءِ
سِــرُّ نهـوضنا بـين الخليقة مُـبْـرَمُ
لا شـأنَ في هـذا الوجـودِ لشعبنا
إنْ حَــلَّ فـيـنا مـا يُـذلُّ ويَهــدمُ
معنى الحياةِ كرامةٌ، وبلا الكرامة ِ
شَــعْــبُـنا مُـتَـقـهْـقـرٌ مُـتَـحَـطِّــمُ
كـلُّ الخليقةِ لنْ تصونَ حـقـوقـنا
إنْ لـمْ يَـثُـرْ فـيـنا الضميرُ المُـلهـِمُ
فالخيرُ في صونِ الحقوقِ يُقَـيَّـمُ
والعـدْلُ في قـهـرِ الطغـاةِ يُـقَـوَّمُ
والعـزُّ معـنـاهُ الحـيــاةُ كـريـمـةٌ
والـذلُّ عَـيـْشٌ بالمهـانةِ مُسْــقـِـمُ
فمصيـرُ لبنان العـزيـزِ إذا ارتقى
أبنــاؤُهُ بِـنُـفـوسهمْ وتَـراحـمـوا
ومصيـرُ لبنـان الذلـيـلِ هـو الفـنا
إن ظـلّ في كـنـفِ المـذلــة نائـمُ