مصادفة تاريخية ذات مغزى
يحتفل السوريون في السادس عشر من تشرين الثاني بذكرى الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد لوضع حزب البعث العربي الاشتراكي على سكة المواجهة الاستراتيجية مع المشروع الصهيوني، ما قدم لسورية والعرب أهم إنجاز تاريخي معاصر تمثل في انتصارات حرب تشرين عام 1973.
في السادس عشر من تشرين الثاني يحيي السوريون القوميون الاجتماعيون ذكرى ولادة حزبهم قبل تسعة عقود تقريباً، على يد المؤسس الزعيم أنطون سعادة، الذي كان أول مفكر معاصر يضع مقاتلة المشروع الصهيوني كأولوية لأي مشروع لنهضة شعوب المنطقة.
يلتقي الحزبان على يوم واحد، كما التقيا في معارك المواجهة مع الاحتلال والعدوان والإرهاب على قلب واحد، وشكلت تضحيات كل منهما رافداً مهماً من روافد تحقيق النصر، لكن القيمة التاريخية لهذا اللقاء تبقى في الحقيقة التي جمعتهما في هذا اليوم، وهي أولوية الصراع مع كيان الاحتلال، وهي الأولوية التي تأسس عليها محور المقاومة الذي يشكل الحزبان جزءاً عضوياً منه.
يتميز الحزبان في قلب محور المقاومة بعقيدة وبنية كل منهما العابرة للطوائف والأديان والكيانات، ما يمنحهما قيمة مضافة في حماية وحدة النسيج الوطني الذي يشكل تفتيته هدفاً دائماً للمشروع الصهيوني، بحيث صار القتال لمواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم المرادف لمقاومة الاحتلال.
في هذه الذكرى تزداد الحاجة للتأكيد على أهمية الحقائق التاريخية، حيث لا نهضة بلا مقاومة المشروع الصهيوني، وحيث حماية وحدة النسيج الوطني ومواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم مرادف لمشروع المقاومة.