خيارات السعودية الضيقة في اليمن…
} باريس ـ نضال حمادة
انسحبت أميركا من أفغانستان أواخر الصيف الماضي تاركة حلفاءها الخليجيين في حيرة من أمرهم، الولايات المتحدة تنسحب من الشرق الأوسط بإتجاه آسيا لمواجهة تمدّد النفوذ الصيني والروسي في العالم.
بدأت السعودية جدياً البحث عن مخرج لها في اليمن في نفس الوقت عملت الإمارات على نفس الهدف ولكن كلّ دولة بمسار منفرد تتضح في كلّ تحركات الطرفين عدم الثقة بينهما، سوف أتحدّث عن الخيارات السعودية المحتملة في اليمن.
فتح السعوديون خط تواصل مع إيران بواسطة العراق، قدّموا عرضاً لإيران في أول جولة تفاوض بينهما، «أوقفوا تسليح وتمويل الحوثيين في اليمن» (حسب تعبيرهم)، و«سوف نعوّم بشار الأسد عربياً ونعيد فتح السفارات في دمشق ونعيد سورية للجامعة العربية».
كما قلنا سابقاً أتى الانسحاب الأميركي من أفغانستان فاتحة لمغادرة أميركا المنطقة عسكرياً، وهذا الانسحاب انعكس على الوضع اليمني، وسوف يتعاظم انعكاسه مع كلّ تقدّم لقوات أنصار الله في مأرب وباقي المناطق وصولاً النهاية الى عدن هناك ٣ احتمالات سعودية في اليمن سوف نتحدّث عنها باختصار.
السيناريو الأول: الاتفاق مع إيران ما يمكن أن يؤسّس لنظام إقليمي جديد في المنطقة تكون فيه السعودية هي الطرف الأضعف كون موازين القوى على الأرض تعطي إيران تفوّقاً واضحاً في كلّ جبهات الصراع مع السعودية، أستبعد اتفاقاً كهذا حالياً لأسباب كثيرة.
السيناريو الثاني: انسحاب السعودية من اليمن وقبول الهزيمة فيه مع ضمانات حدودية من جانب إيران وأنصار الله، فضلاً عن ضمانات بمرور خط النفط الذي تريده السعودية عبر المهرة وقاعدة عسكرية صغيرة في سقطرى تريدها الرياض… هذا السيناريو أيضاً غير قابل للتنفيذ في ظلّ تطورات اليمن السريعة.
السيناريو الثالث: هزيمة كاملة للسعودية وحلفائها في اليمن، وهذا يفترض سيطرة أنصار الله على مأرب لأنها عصب الحرب، وهذا السيناريو في طريقه ليتحقق، هنا قد تلجأ السعودية لتغيير تحالفاتها، هذا ما نراه حالياً من تواصل مع الانتقالي الجنوبي، وما سوف نراه قريباً بانفتاح سعودي قريب على تركيا.