أخيرة

*كاتب وإعلامي زهير رمضان (أبو جودت) قد رحل…

} د. هاشم حسين*

هو قدر هذه الأمة ان تُفجع بكبارها وعمالقتها الذين رسموا الحياة باشتراكهم الفاعل فيها.

بالضحكة والمشهد، باستحضار التاريخ والكلمة، بوقفة أمام الذات يخاطبون الأجيال القادمة، يرسمون الحقيقة بكلمة، بمشهدية، بجملة قد تختصر الزمن كله وتجيب على تساؤلات الأجيال…

لماذا شعبنا وأمتنا تعاني مما تعاني منه من ويلات وحروب ومآسٍ…

ويكون الجواب… الخيانة التي تقتل آمال الشعوب وتضع مصيرها بين أيدي حفنة من القابضين على المصالح ولو كلفهم ذلك القضاء على أمم بأكملها.

مقدمة، قد يسأل سائل، وما علاقتها برحيل فنان، أو موت فلان؟!

نعم، هناك رجال، قد حضروا الساحة الفنية بكلّ أشكالها من مسرح وأفلام ومسلسلات وسينما وغيرها… وكان لحضورهم واقع لا يمكن تجاهله، رسموا الواقع بمشهد يحاكي الحقيقة فتجلى بهم ألم المجتمع ومعاناته، ومنهم من كانت أفلامه ومسلسلاته تضجّ بالوطنية والعزة والكرامة والمواقف البطولية، وأيضاً هي كانت واقع الحال في حياتهم كلها كرامة وعزاً وفخاراً لا تغريهم المغريات، وزهير رمضان… الرجل الصلب في فنه والمشهود له بحضوره الفني بكلّ الأدوار التي أداها من دراما وكوميديا والفن الهادف… كذلك في حياته قدّم أنموذجاً عن الإنسان القومي الوطني المؤمن بالأرض والإنسان… وكانت له مواقف نبيلة لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد وأفاك…

ففي سنين الحرب الكونية على الشام وفي أصعب الظروف كان (أبو جودت)، و (مختار ضيعة ضايعة) رجلاً بكلّ ما للكلمة من معنى، وطنياً بامتياز قومي الرؤية والإيمان والسلوك، قدّم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية ورفض كل المغريات التي قُدمت له… واختار الوطن… وكان ابن الوطن البار حتى الرمق الأخير.

أخط هذه الكلمة، والحزن يغتال المفردات، أنبكيه لرحيله… أم نفرح له عبوره نحو الخلود الأبدي حيث راحة الأرواح من شقاء الدنيا ومآسيها!؟

رحل زهير رمضان… وهو على رأس مهمته كنقيب للفنانين يصون الفن في الشام، يحاكي تاريخ الأجيال الحاضرة والآتية، ويخط بذاكرتهم مواقفه الوطنية وبأن الحياة وقفة عز.

وبصفتنا وما نختزن من احترام وتقدير له نحن عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي إذ نرثي هذه القامة الفنية الكبيرة بالقول: إلى الخلود الأبدي أيها العابر فوق أجنحة الوطنية والكرامة، نم في عليائك، فرحلت كبيراً كما كنت دائماً… لك الرحمة والخلود.

وبمزيد من الأسى والألم إذ ننعى إليكم هذه الخبر والحزن شديد، وفاة نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان الذي توفي في عاصمة الياسمين – دمشق بعد صراع مع المرض.

وبوفاته لا يسعنا القول إلا أن رحيله خساره للأمة كلها وبموته لقد خسرت الدراما والكوميديا السورية فناناً ملتزماً سعى في كل أدواره التي أداها على امتداد حياته الفنية إلى تقديم صورة واقعية وراقية عن مجتمعنا السوري حاكى فيها الواقع، فكما أدمع عيوننا كذلك أدخل السرور إلى قلوبنا في كثير من محطات حياته الفنية.

وكما أشرنا أعلاه، إنه يُسجل للنقيب الراحل موقفه الثابت دفاعاً عن بلاده على امتداد سنوات الحرب الكونية على الشام من خلال توليه نقابة الفنانين السوريين وانتخابه عضواً في مجلس الشعب.

وعليه، نتوجه إلى كل العالم العربي وأبناء الأمة السورية عموماً، وأهلنا في الشام خصوصاً، وإلى جميع الفنانين السوريين وأهل الفقيد وعائلته بأحر التعازي.

البقاء للأمة

*عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى