الغيرة عند المرأة نار مشتعلة… فهل من سبيل لإطفائها؟
إنّ أصعب المشاعر التي يُمكن أن تعانيها المرأة هو إحساسها بالغيرة تجاه شريكها العاطفي، بخاصّة في زمن الوصول السّهل للمرأة والجمال الذي صار أمراً عاديّاً بعد لجوئها إلى عمليات التجميل إن كان في ملامحها الحقيقية أو الافتراضية من خلال الفلتر، وفي زمن حلّلت فيه المرأة مبادرتها بإظهار إعجابها للرجل، فلم يعُد الأمر مقتصراً على شهوة الرجل ورغباته الفطرية إنّما بالغت المرأة بجرأتها في تحريض تلك الشهوة.
أمام كل ذلك الجمال المباح لم يعُد حثّ الزوج أو الحبيب على غضّ نظره كلّما مرّت أمامه فتاة جميلة أمراً مؤثّراً في كبح ميوله، ولم يعُد التحكّم بالتفاتاته أمراً مجدياً بعد أن اتّسع عالمُ العرض والنظر، وبعد أن صار التعبير عن الإعجاب «كبسة زر»، وهذا ما يُمكن أن يُشعل النار في قلب المرأة الغيورة فتبدأ بمراقبة زوجها أو حبيبها على صفحات الفتيات الجميلات وتتوقد غيرتها في الظنون كلّما وجدت تعليقاً هنا وهناك وتفلية كل محادثاته التي يكون طرفها الآخر أنثى، فتبدأ الصور والسيناريوهات بالتسلل إلى مخيّلتها مما يوصلها إلى حالة من الجنون.
هناك الكثير من النماذج المثالية لعلاقات زوجية ناجحة اعتمد نجاحها على جهود وسعي كل من الطرفين وقد طرحت العديد من الأسئلة على فئة منهم وكانت هذه الحصيلة:
تقول جانيت:
لا أنكر أنني كنت أشعر بغيرة كبيرة تجاه زوجي على الرغم من أنني متأكدة من حبّه وولائه لي إلا أنني حاولت مداراة تلك الغيرة وسعيت لأن أكون دائماً ملاذه الهانئ، ومع الوقت تحوّل تأكدي من وفائه إلى يقين من خلال سلوكه الذي يداري مشاعري حتى صرت أثق به ثقة عمياء.
وسامر يقول:
كنت في البداية انزعج من ملاحقة زوجتي لي وأسئلتها الدائمة وظنونها وشكّها إلا أنني بحثت كثيراً عن الوسائل التي أريّح فيها قلبها من تلك الظنون، ولم أجد وسيلة أفضل من إعطائها الحب والاهتمام والعمل على زيادة ثقتها بنفسها فهي بالنسبة لي كلّ النساء وقد نجحت في ذلك.
أما أحمد يقول:
إن الرجل هو السبب الأول في إشعال تلك الغيرة في قلب المرأة، ولا يمكن لامرأة أن تغار إلا إذا لمست من تصرفات الرجل ما يحفّز ذلك الشك، «فليس هناك دخان بلا نار»، وللمرأة حاسّة قوية في شم الخيانة. بالنسبة لي كان يكفي أن أكون وفيّاً لها حتى تنطفئ ظنونها.
أما زينة فتقول إنّها عانت كثيراً بسبب تصرفات زوجها حيث إنّها وجدت على هاتفة الكثير من الأمور التي تشعل غيرتها، لكنها قررت الحفاظ عليه لأنها تحبه فبدأت بالاهتمام كثيراً بنفسها وجذب انتباهه حتى انقلبت الآية وأشعلت الغيرة في قلبه حتى انشغل عن تلك الأمور بالتفكير بها دائماً.
أما السيدة حكمت فقد شاركتنا رأيها أيضاً وقالت:
لا شيء ينجح بالقوة، وكل الأساليب ستكون فاشلة إن لم يكُن الحبُّ موجوداً. إذا خانك لأنّه لا يحبّك أفلتيه من قلبك وامضِ، فلا يهين كرامة المرأة أكثر من تمسّكها برجل لا يحبّها. أمّا إذا كان يحبّك في الوقت الذي يفتقد لشيء ما معكِ وقد دفعه هذا الفقدان إلى البحث في مكان آخر، حاولي أن تعرفي ما هو ذلك السبب وأن تجذبيه إليك وتتمسّكي به بكامل دفئك وحنانك وحبّك. وثقي أنّك بإمكانك تحويل الرجل الذي يحبّك إلى رجلٍ وفيٍّ بينما تستمرّين في حثّ الرجل الذي لا يحبّك على خيانتك أكثر وأكثر كلّما تمسّكتِ به. أنتِ وحدكِ من سيدرك وجود ذلك الحب وعدمه.