أمعنوا النظر…
أحياناً بعض الأفكار أو حتّى التصرفات التي تستهجن أحدنا، تضطره للتعامل معها بجدية وحزم وانتباه وقد تكون التصرفات أو ردود الفعل الناتجة من هذه التصرفات سبب تميّز هذا الشخص أو تقدمه على بقية أقرانه…
العالم (ثيوفيلوس فان كانل) مخترع الباب الدوار الذي نشاهده اليوم في الفنادق والمطاعم الكبيرة. والسبب وراء اختراع (فان كانل) للباب أنه كان لا يطيق دلع النساء، وكان يكره أن الرجل يفتح الباب للمرأة لكي تدخل أولاً، ولذلك فكّر في فكرة تريحه تماماً من هذا الموضوع، فأخرج لنا فكرة الباب الدوار!!
بعض الأفكار أو حتّى التصرفات غير المحسوبة قد تودي بصاحبها إلى التميز والتفرد وهذا ما كان من نصيب كانل.
ولم يقتصر الأمر على كانل بل كثرت الأسماء اللامعة المشهود لها بردود فعل كانت سبب نجاحها ومن هذه الأسماء أيضاً الممثلة الحسناء (هيدي لامار). أحد أزواجها كان تاجر سلاح، وبسبب هذا اخترعت فكرة تحريك الطوربيد باللاسلكي!!
الكثير من الأفكار تأتي مزعجة ولكنها ناضجة ومثل هذه الأفكار يجب التعامل معها بجدية وحزم وانتباه كامل.
لذا من المستحسن إلا يصبّ أحدنا نفسه في قالب غير القالب الذي يناسبه، أو يؤلف كتاب تاريخه على غير ما خلق له أو يرسم هندسة بنائه ومساحة نفسه التي يقيم عليها لا قوائم شكل البناء فيخرج معيباً مشوهاً!
لا تنتظر أن تأتيك الحلول الجاهزة ممّن يكتفي بالاستماع إلى طرف واحد، ولتكن أميناً بالبحث عن فرصة أخرى لنجرّب حياة ثانية عوض أن نعجّل بالخراب والفوضى اللاخلاقة فشتان بين مسافات البناء وخطوة الهدم!
بعض البسطاء الذين تتعقبهم عيون قدر قلّ أن يتسامح مع أمثالهم نراهم يكبر حلمهم ويتمدد طموحهم بقدر ما تكبر مساحة شظف العيش الذي لا يجدون له بديلاً. يقظة إيمانهم بحلمهم العصيّ رتبت لاخضرار أوراق شجرة التمنّي تلك التي تتميز فيها اشتهاءاتك بقدر إخلاصك لها وأنت تتنفس بعمق كلما تعمقت في صعود السلّم!
الفكرة التي تكبر الآن وتصبح ناضجة ولو بشكل مخيف، تتعلق بأن: فكرة كبيرة في مكان بعيد، أرسلت له على مدار الأيام الماضية، هذا السرب من الأفكار التافهة والصغيرة حتى هاجمته الفكرة الأكبر والأكثر نضجاً وإزعاجاً هذه الفكرة من ستكون فيما لو حارب من أجله، سلاحه وعدّته مدى حياته.