جريمة

عدد سكان مدينة فيلادلفيا التي أقطن إحدى ضواحيها هو 1603797 نسمة حسب إحصائية 2020… عدد جرائم القتل في نفس العام تجاوز الـ 500 جريمة قتل.

عدد سكان الأردن ـ على سبيل المثال ـ هو 10200000 نسمة حسب إحصائية 2020… يعني ستة أضعاف ونصف سكان فيلادلفيا… عدد جرائم القتل في نفس العام في الأردن هو 106 جريمة قتل… يعني مع الأخذ بعين الاعتبار العامل السكاني، فإنّ جرائم القتل في فيلادلفيا هي 33 ضعف جرائم القتل في الأردن.

لكننا إنْ أقحمنا العامل الاقتصادي في الحسبة المركبة في هذه المسألة، ومعروف في علم الجريمة أنّ زيادة عدد الجرائم يتناسب تناسبًا طرديّاً مع سوء الوضع الاقتصادي، فإننا سنخلص إلى نتائج مرعبة. حصة الفرد من الناتج القومي الإجمالي في الأردن هي 4174 $، وتحتلّ المرتبة 102 عالمياً. وحصة الفرد من الناتج القومي الإجمالي في فيلادلفيا هي 69375 $ … وتحتلّ المرتبة الثامنة عالمياً… إذا قسّمنا الحصة الأميركية وبالتالي فيلادلفيا على الحصة الأردنية، سيكون الناتج 16.6 ضعفاً… وإذا ضربنا هذا الناتج بـ 33 مرة ستكون الجريمة في فيلادلفيا 549 ضعف الجريمة في الأردن… حرب أهلية صامتة.

ملاحظة: فيلادلفيا ليست الأسوأ بين مدن أميركا… هي تحتلّ المرتبة 12 بين مدن أميركا في ما يتعلق بالجريمة. كيف يتأتّى أن تكون الجريمة هي من بين الأعلى عالمياً في بلدٍ اقتصاده من بين الأفضل في العالم. سؤال يبحث عن جواب لدى علماء الاجتماع. شخصيّاً أعتقد أنّ المشكلة تكمن في البنية الأخلاقية للإنسان وكذلك العدالة الاجتماعية…

سميح التايه