الكشف عن أبنية طابقية في موقع مجدل الشور الأثري
كشفت البعثة الوطنية للتنقيب عن الآثار في السويداء خلال أعمال المسح والتوثيق للموسم الحالي في موقع مجدل الشور الأثري بريف السويداء عن وجود أبنية طابقية مكونة من طابقين إلى خمسة طوابق في هذا الموقع المتربع على التخوم الجنوبية الشرقية لجبل العرب وعلى حافة سهوب البادية.
رئيس بعثة التنقيب والدراسات الأثرية في دائرة آثار السويداء خلدون الشمعة أوضح في تصريح لمراسل «سانا» سهيل حاطوم، أن موقع مجدل الشور الذي يقع فوق كتلة صخرية متدرجة الارتفاعات تتجاوز مساحتها 10 دونمات على بعد نحو 7 كيلومترات إلى الشرق من بلدة عرمان يعود للفترة الرومانية وكان عبارة عن معسكر روماني حيث كان يتم آنذاك توزيع قطاعات على الجنود الرومان بعد الحروب مكافأة لهم.
وبين الشمعة أن هذا الموقع يمثل قرية متكاملة بكل إحداثياتها وأبنيتها الأثرية القديمة ومساكنها الخدمية والإدارية وقنوات التصريف لافتاً إلى أن البعثة بدأت أعمال المسح الأثري في الموقع انطلاقاً من حدوده الشمالية حيث ظهرت آثار لمجموعة من الأبنية المهدمة بشكل كامل امتدت من الغرب باتجاه الشرق وبعرض تراوح ما بين 15 و25 متراً بحيث تراكمت الحجارة البازلتية التي تنوعت ما بين مشذبة بشكل متقن ومشذبة بشكل عشوائي فوق بعضها البعض وعلى ارتفاعات تجاوزت 2 متر.
ووفقاً للشمعة فقد برزت من بين هذه التراكمات آثار لامتداد جدران تحدد فراغات معمارية تنوعت ما بين صالات وممرات وغرف صغيرة مبيناً أن هذه الأبنية تنوعت ما بين سكنية تضم في طابقها الأرضي مجموعة من الغرف التي خصصت لتربية المواشي موزعة حول فسحة سماوية تعلوها غرف للمعيشة والنوم ومن جهة أخرى تظهر الأبنية الخدمية التي كانت على شكل مستودعات لتخزين المواد والمنتوجات وقد تكونت من عدة طوابق ذات مسقط مستطيل الشكل لا يتجاوز عرضه من 2 إلى 5ر2 متر.
ولفت الشمعة إلى أنه يضاف للنوعين السابقين أبنية صرحية دلت عليها بقايا جدرانها الشاهقة أما في الحدود الجنوبية الغربية من الموقع فيلاحظ وجود بركتين كانتا تحبسان مياه الأمطار فيهما وقد استخدمتا كمصدر رئيسي لتزويد الموقع بالمياه مشيراً إلى أنه وبدءاً من منتصف الموقع وعلى امتداد الاتجاه من الشرق إلى الغرب تتوزع الأبنية الأثرية ذات الارتفاعات الطابقية المختلفة ابتداء من طابق واحد وصولاً إلى 5 طوابق على جوانب الشوارع المستقيمة والتي بدت على شكل أزقة يتراوح عرضها بين 5ر2 و3 أمتار.
وبالنسبة للعناصر الزخرفية ذات الوظيفة المعمارية كالأعمدة والتيجان والنوافذ المزخرفة أشار الشمعة إلى أنها كانت نادرة في الموقع بحيث لم يلاحظ سوى أمثلة قليلة جداً منها وجدت منقولة في أحد البيوت الحديثة المجاورة للموقع.
ولفت الشمعة إلى أن البيوت الأثرية القديمة التي تم تشييدها على جانبي الشوارع المستقيمة تدل على أهمية هذا المكان حيث يشاهد الزائر إلى مجدل الشور أطلال بيوت ومن بينها دار قديمة فيها قسمان أمامي مؤلف من طابقين ويضم قاعة رئيسة عالية وخلفي مؤلف من 4 طوابق إضافة إلى منازل قديمة تتجمع حول باحة داخلية حيث تضم بيتين متلاصقين ومستقلين فيهما طابقان ويغلق بوابتهما باب حجري بدرفتين وإلى الجنوب من الباحة 3 مساكن تدير ظهرها إلى الباحة وإلى الجنوب من الباحة مجموعة من الغرف موزعة على طابقين أو طابق واحد لها درج خارجي.
يشار إلى أن موقع مجدل الشور الأثري كان في القرن الرابع الميلادي رغم مساحته الصغيرة مأهولا بكثافة سكانية كبيرة وتم العثور فيه على عدد كبير من البرك الأثرية القديمة وآثار تعود لعصور مختلفة.